"الفرنسية" تعارضت و"الخماسية"... الاولى عملت للحوار والثانية للمواصفات

لم يعد مستغربا انحسار الاهتمام بالمبادرة الفرنسية لحل ازمة الشغور الرئاسي في لبنان اثر الخلافات التي بانت على سطح الدول الخماسية في اجتماعها الاخير في نيويورك على مستوى الممثلين لا الوزراء وحتى السفراء كما العادة، ما انسحب سلبا على مهمة الموفد الرئاسي الوزير جان ايف لودريان الى لبنان الذي تضاءلت حظوظ اختراقه الجدار الرئاسي وباتت في ادنى مستوياتها في ظل انفلاش رعاية المجموعة الخماسية الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر التي باتت قاصرة عن ارغام المعطلين للاستحقاق الرئاسي والفريق الذي يوظف الفراغ في قصر بعبدا لخدمة محوره الاقليمي عن التراجع. وفيما يقترب شهر ايلول من نهايته بما يعنيه التهيب من تمدد الفراغ اكثر فاكثر وتراجع الامال على ما قد يحمله في زيارته الرابعة الى بيروت اذا ما تمت، خصوصا وان المعطيات المتداولة بين عواصم اللجنة الخماسية لا تبشر باختراق وشيك او باجواء تشجع على توقع احداث ثغرة في الملف الرئاسي المقفل. 

النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ "المركزية" في هذا الصدد ان الجانب الفرنسي ما كان يجسد وجهة نظر اللجنة الخماسية في مسعاه لحل الازمة اللبنانية وتحديدا ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية كنقطة انطلاق لوقف التدهور في لبنان واعادة وضع البلاد على سكة التعافي والنهوض من الكارثة التي انحدر اليها. بل كانت فرنسا عبر موفديها الاول باتريك دوريل والثاني جان ايف لودريان تعمل على استكمال المبادرة التي اتخذها الرئيس ايمانويل ماكرون لمساعدة لبنان على النهوض من المأزق الذي انزلق اليه. اضافة، فان الحراك الفرنسي ارتكز على الحوار بين القوى اللبنانية حتى انه اعلن التكامل مع ما طرحه رئيس المجلس النيابي نبيه بري على هذا الصعيد. في حين كانت غالبية من المعارضة والفريق المسيحي ترفض هذا الطرح وتعطي الاولوية لتطبيق الدستور وانتخاب الرئيس باعتبار ان المجلس هيئة ناخبة. من هنا جاء التعارض في وجهات النظر بين ممثلي الدول الخماسية في الاجتماع الاخير الذي عقد على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، وكان التحرك القطري لاعادة تصويب الامور بايجاد مرشح رئاسي من خارج المنظومة السياسية اصلاحي انقاذي وفق قاعدة المحاسبة والعدالة. وبين الاسماء المتداولة والمنسوب حملها للموفد القطري هناك من يصلح لقيادة المرحلة المقبلة: اصلاحي انقاذي اقتصادي ناجح. 

ويختم لافتا الى ان العديد من الدول الخارجية متآمر على لبنان يعمل لتوطين الفلسطينيين ودمج النازحين في هذا الوطن الصغير بما يؤدي لاحقا الى خلق نزاعات عرقية ومذهبية وديموغرافية تدفع باللبنانيين الى الهجرة لتغيير الهوية اللبنانية.