الفيول الكويتي يزيد ساعات التغذية... والعين على العرض القبرصي

تستعد سوريا لتصدير أول شحنة من النفط الخام الثقيل، منذ رفع العقوبات، بكمية تصل إلى 600 ألف برميل عبر الناقلة اليونانيةNissos Christiana التابعة لشركة "فيتول" السويسرية، من مصبّ النفط شمال طرطوس.

على رغم الصعوبات الجمّة التي تعاني منها الدولة السورية والانقسامات الحزبية والطائفية التي تُطل برأسها بين الحين والآخر، نراها تجهد لولوج السوق الاقتصادية العالمية ولا سيما النفطية كما يُظهر الخبر الآنف الذكر... فيما الصراع على أشدّه في لبنان لتعيين هيئة ناظمة للقطاع!

"لتتأمّل الحكومة ولو لبرهة في ما يحصل في سوريا، كي تستفيد من الطاقات الموجودة في لبنان"، يقول مصدر في قطاع النفط قبل أن يُشير عبر "المركزية" إلى أن "العهد الجديد، برئيسه وحكومته، لا يوفّر جهداً إلا ويعبّد الطريق أمام أي مشروع ينتشل القطاع الاقتصادي عموماً وقطاع الطاقة خصوصاً من الشلل القاتل الذي طالما لجأ إلى الحلول المسكّنة والترقيعية التي زادت من حدّة الأزمة من دون أن تعالجها".

ويسلّط في السياق الضوء على "الإنجاز الكبير" الذي حقّقه وزير الطاقة جو الصدّي والذي تُرجم في ناقلة النفط الكويتية التي رست في لبنان مطلع الشهر الفائت في إطار العرض الذي قدّمته دولة الكويت لتزويد لبنان بـ132 ألف طن متري من الغاز أويل مخصّص لمعامل "مؤسسة كهرباء لبنان"، على أن تكون 66 ألف طن منها كهبة مجانية.

ويعتبر المصدر أن المبادرة الكويتية "تؤمّن للبنان مصدراً آخرَ للفيول لزوم معامل إنتاج الكهرباء، إلى جانب النفط العراقي... كما أنها تزيد من معدل ساعات التغذية ما يعكس بالتالي استقراراً في تأمين الكهرباء للمواطنين من دون تحميلهم أي أعباء مالية إضافية، حيث سيتم تسديد قيمة الجزء المتبقي من الصفقة من خلال إيرادات جباية "كهرباء لبنان" كما سبق وأعلن الوزير الصدّي.

"كهرباء لبنان" تطمئن..

مصدر في "مؤسسة كهرباء لبنان" يكشف لـ "المركزية" في السياق، أن منذ رسو ناقلة النفط الكويتية لا يزال وضع التغذية بالتيار الكهربائي مستقراً.

ولم يغفل الإشارة إلى أن مع وصول هذه الباخرة زادت ساعات التغذية، وذلك إلى حين نفاد حمولتها من الفيول أويل.

وليس بعيداً، يلفت المصدر إلى أن تأمين مصادر متعددة للفيول أويل لزوم معامل إنتاج الكهرباء، لا يزال غير محسوم للأمد البعيد.  

 العرض القبرصي ينتظر الموعد

في غضون ذلك، يترقّب اللبنانيون مسار العرض القبرصي القاضي بمدّ كابل بحري لتأمين التيار الكهربائي من قبرص إلى لبنان، الذي من شأنه لو طُبّق، أن ينوِّع مصادر الطاقة ويحميها من تداعيات جيوسياسية.

وهنا، علمت "المركزية" من مصدر في وزارة الطاقة أن السفيرة القبرصية في لبنان لم تبلّغ الوزير الصدّي بأيّ موعد حتى الآن لزيارة قبرص ولقاء السلطات المختصّة لمتابعة هذا العرض والاطلاع على تفاصيله، والذي من المتوقَّع أن يزوِّد لبنان ما بين 150 و300 ميغاواط وفق مراحل متعددة ولا سيما بعد عام أو عامين على الأكثر عندما تبدأ قبرص بإنتاج الكهرباء من الغاز المستخرَج من حقولها البحرية لا سيما "حقل كرونوس" الذي يديره كل من شركتَي "إيني" الإيطالية و"توتال إنرجي" الفرنسية، الأمر الذي يعزّز تنويع مصادر الطاقة وبأسعار مقبولة.