القاهرة والرياض للحريري: نرفض مبادرتك واحتفظ بالسمّ لبيان الحكومة الجديدة!؟

مواصفات رئيس الحكومة اللّبنانية الجديدة، الذي يُمكن قبوله عربياً، والذي يُمكن أن تُفتَح له أبواب الدّول العربية الوازنة مالياً وأمنياً، تحدّدها المواقف العربية من "حزب الله" وإيران، فيما الداخل اللّبناني يغطّ في سُبات المبادرات والمشاورات والإنتقادات. 

فالعقدة الشيعية التي تلفّ وزارة المالية، وتشكيل الحكومة الجديدة بحدّ ذاته، كلّها ما عادت مهمّة، إذا ما قِسْنا الأمور في ميزان اعتبار العرب أن "حزب الله" يهيمن على اتّخاذ القرار في لبنان بقوّة السّلاح، ويعطّل المؤسّسات الدستورية. 

هذا قد يعني أن لا رئيس جديداً للحكومة اللّبنانية يُمكنه أن يكون مقبولاً عربياً، إذا كان لن يعمل تحت سقف وضع حدّ لهذا الوضع في لبنان. فالمسألة ما عادت تشكيل حكومة لبنانية أو لا، وكيف، لأن دول الخليج والعرب ذهبوا الى أبعد ممّا ذهب إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بكثير.

  

بلا غطاء 

وضع مصدر سياسي "الكلام السعودي المتعلّق بـ "حزب الله" وسلاحه أمس، خلال الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في خانة تتجاوز الشروط العربية المطلوبة من رئيس الحكومة الجديدة في تعاطيه مع "الحزب" وسلاحه، ليؤكّد أن الرئيس سعد الحريري بات يفتقد أي غطاء سعودي، وأن الرياض تخلّت عنه كلياً، وذلك بسبب قيامه دوماً بتأمين المخارج المناسبة لتعنّت وعناد "حزب الله". 

وأكد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "الحريري قام بمبادرته حول تجرُّع السُمّ، دون أن يستشير السعوديين والمصريين، وهو ما دفع بهم الى إبلاغه خلال الساعات الماضية بأن مصر والسعودية ترفضان مبادرته (الحريري)، وحصل التبليغ عبر قنوات بين الحريري من جهة، والقاهرة والرياض من جهة أخرى". 

 

البيان الوزاري 

واعتبر المصدر أن "موقف الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من "حزب الله" وسلاحه قد يكون حدّد السقف المقبول لرئيس الحكومة اللّبنانية الجديد، قبل فتح أبواب الدول العربية له، ولكن من باب أنه ما عاد بالإمكان ذكر "الحزب" كمقاومة، وتبرير أعماله وأنشطته في البيان الوزاري للحكومة الجديدة. ولا بدّ أيضاً من ترقُّب تطوّر الأمور، وفق مبدأ "كلّ يوم بيومه"، لا سيّما أن شكل الحكومة هو موضع مراقبة أيضاً". 

وردّاً على سؤال حول موقف "حزب الله" في تلك الحالة، أجاب:"بات الدّاخل اللّبناني خائفاً من "الحزب" أكثر من اللّزوم. فهو لم يَعُد مُطلَق اليد في العمل والتحرُّك كما كان وضعه في السابق، وهذا ما لا بدّ من التعامُل معه كمعطى من المعطيات الجديدة التي دخلت الى الساحة اللّبنانية، منذ نحو عام تحديداً". 

 

قواعد اللّعبة 

ورأى المصدر أنه "بعد تشكيل الحكومة، ستأخذ المبادرة الفرنسية حيّزها الطبيعي. وعندما يبدأ تطبيقها، لا بدّ من مراقبة إذا ما كنّا سنشهد تغييراً جذرياً في قواعد اللّعبة". 

وختم:"لا تزال فرنسا تفتح أبواب الحلول بلا توتُّر. فأي تخلٍّ عن المبادرة الفرنسية، معناه أن الوضع اللّبناني تُرِك بلا أي خيار آخر، وهذه مشكلة. ولذلك، تعمل باريس على محاولة البحث عن مزيد من الحلول، وهي تقوم بتجارب كثيرة لآخر الطريق، وستستمرّ على تلك الحالة حتى الرَّمَق الأخير".