«الكبد الدهني» أكثر الأمراض شيوعاً... كيف نتصدّى له؟

يعتبر مرض الكبد الدهني من الأمراض الأكثر شيوعاً والأكثر خطراً نظراً للدور الرئيسي الذي يؤديه الكبد في الجسم. فالكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان ويقوم بأكثر من 500 وظيفة أهمها إنتاج الكولسترول، وإفراز «الصفراء» للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة المميتة.

إنّ مرض الكبد الدهني، المعروف أيضًا باسم التنكس الدهني الكبدي، هو حالة تتميز بتراكم الدهون في خلايا الكبد، ويمكن أن يتداخل هذا التراكم المفرط للدهون مع وظائف الكبد الطبيعية ويؤدي إلى حدوث التهاب وتلف بمرور الوقت.

نوعان من مرض الكبد الدهني

كشفت اختصاصية التغذية «جولين نبهان» أن هناك نوعين رئيسيين من مرض الكبد الدهني: مرض الكبد الدهني الكحولي (AFLD) ومرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD).

- مرض الكبد الدهني الكحولي: يحدث بسبب الاستهلاك المفرط للكحول على مدى فترة طويلة. فالكحول سامة لخلايا الكبد ويمكن أن يتتسبب بتراكم الدهون في الكبد. وفي حال استمر الشخص في استهلاك الكحول، يمكن أن يتطور إلى حالات أكثر خطورة مثل التهاب الكبد الكحولي وتليف الكبد.

- مرض الكبد الدهني غير الكحولي: لا يرتبط باستهلاك الكحول ويرتبط بعوامل الخطر الأيضية مثل السمنة ومقاومة الأنسولين ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم. وهو الشكل الأكثر شيوعًا لمرض الكبد الدهني ويصنف أيضًا إلى فئتين.

أعراض

بحسب اختصاصية التغذية، قد لا تظهر أي أعراض في المراحل الأولى من الإصابة بمرض الكبد الدهني، إلّا من خلال إجراء الفحوصات الطبية اللازمة ومنها أنزيمات الكبد. أما في المراحل المتقدمة فالأعراض تصبح واضحة، لكنها قد تختلف من مريض إلى آخر لتشمل الأعراض والعلامات الشائعة ما يأتي:

- الشعور بالتعب.

- الضعف العام.

- فقدان الوزن أو فقدان الشهية.

- ألم أو انزعاج في البطن.

- اليرقان (اصفرار الجلد والعينين).

- تضخم الكبد.

- ارتفاع إنزيمات الكبد.

 

وفي المراحل المبكرة، لفتت «نبهان» إلى أهمية العلاج من خلال اتباع حمية غذائية متوازنة. ففي المراحل الأولى، يصاب الشخص بمتلازمة سوء التغذية بسبب عدم امتصاص الجسم للفيتامينات والمعادن اللازمة من الطعام، تصبح عملية الهضم شبه متوقّفة وبالتالي يتوقف عن تخزين مادة «الغليكوجين» المسؤولة عن الطاقة، وتتوقف عملية هضم البروتينات التي تعمد إلى تغذية العضل وغيرها.

وبسبب عدم تنظيم عملية التمثيل الغذائي، يصبح المريض غير قادر على تناول الوجبات الصحية بالكميات المطلوبة، لذا، تعمد أخصائية التغذية على زيادة السعرات الحرارية في نظامه الغذائي بهدف تعويض الفيتامينات والمعادن التي خسرها.

 

خطوات وقائية

يعتبر إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل لمعالجة مرض الكبد الدهني وتجنّب الإصابة به، أهمها:

- الحد من استهلاك الكحول: إذا كنت تستهلك الكحول، فقم بذلك باعتدال. بالنسبة للرجال، لا يجب أن يتناولوا أكثر من كأسين يومياً، والنساء كأساً واحدًا في اليوم.

- الحفاظ على وزن صحي: إنّ السمنة والوزن الزائد هما من عوامل الخطر الهامة لمرض الكبد الدهني. لذا، اهدف إلى دمج النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن في نمط حياتك، لأن يمكن أن يساعد فقدان الوزن، في تقليل تراكم الدهون في الكبد.

- السيطرة على مرض السكري: اتَّبِعْ تعليمات طبيبكَ لتبقى مسيطرًا على مرض السكري الخاص بك. تناوَلِ الأدوية الموصوفة لكَ حسب الإرشادات وراقِبْ عن قرب سكر الدم لديك.

- القيام بتقليل الكوليسترول: إن اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على النباتات وممارسة الرياضة، وتناول الأدوية يمكن أن يُساعد في الحفاظ على الكوليسترول والدهون الثلاثية عند مستويات صحية.

يمكن أن تختلف آثار مرض الكبد الدهني تبعًا للسبب الأساسي وشدة الحالة ومضاعفاته. ففي حال تُرك دون علاج، يمكن أن يتطور مرض الكبد الدهني إلى حالات أكثر خطورة مثل تليف الكبد أو فشل الكبد أو سرطان الكبد. لذلك، فإن الاكتشاف المبكر، وتعديلات نمط الحياة مثل فقدان الوزن، والتمارين الرياضية، والنظام الغذائي الصحي)، وإدارة عوامل الخطر الأساسية هي أمور بالغة الأهمية لمنع تطور المرض وتحسين صحة الكبد.