المصائب تتوالى وأركان الحكم يتلهون في خلافاتهم الشخصية

بينما تدور الدوائر على البلاد وتتوالى المصائب على المواطنين يتلهى اركان الحكم والسلطة في خلافاتهم الشخصية ورمي مسؤولية التعطيل كل على الاخر كما جرى بين الرئاستين الاولى والثانية في اليومين الماضيين حيث بلغ التراشق الكلامي والاعلامي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري حد التهديد بتعطيل السلطات ويقال انه كما يعطل بري ومعه حزب الله السلطة التنفيذية فالتوجه هو لتعطيل السلطة التشريعية بالامتناع عن فتح عقد استثنائي لها على الرغم من موجبات التشريع التي تقتضيها خطة التعافي والمساعدات الدولية للبنان. 

 

في المقلب الاخر اللافت ايضا ازدياد الشرخ بين رئيس الجمهورية  ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في موضوع الحكومة واصرار عون على ان يكون المرجع للقرارات وليس ميقاتي عبر اللجان الوزارية وأن عون سيمتنع عن التوقيع على المراسيم الجوالة مهما كانت اهميتها ولو ادى ذلك  الى حرمان الناس من بعض التقديمات الاجتماعية قبل الاعياد وان الرئيس عون مصر على اجتماع الحكومة دون الثنائي الشيعي الذي يملك الثلث المعطل فيما ميقاتي متريث ولن يفجر حكومته مهما كانت الاعتبارات علما ان فترة السماح للحكومة انتهت والبلاد مقبلة على مرحلة من التوترات والاضطرابات في الشارع وصولا الى شل البلاد والمؤسسات التي هي في الاساس معطلة لامتناع موظفيها عن الحضور الى مكاتبهم بانتظار صرف بدلات البنزين والمساعدات الاضافية التي أغدقها عليهم ميقاتي ولم تجد طريقها الى التنفيذ بعد. 

 

عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون يؤكد لـ "المركزية"في هذا الاطار وجوب احترام المرجعيات خصوصا مقام الرئاسة الاولى التي هي رأس السلطات في البلاد، ويأسف للتطاول الجاري على الدستور والقانون، لافتا الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ما كان يتوانى لحظة عن الدعوة الى حوار وطني لو وجد تجاوبا من المعنيين. وسأل كيف يمكن تعطيل الحكومة وهناك العديد من المشاريع والقوانين الموجبة الاقرار ومنها المتصل بصندوق النقد الدولي والمساعدات الدولية. هذا عدا العديد  من القروض الممنوحة للبنان على شكل هبات ومساعدات يمكن الاستفادة منها . 

 

وعما يحكى عن التباعد بين الرئيسين عون وميقاتي يقول: "لقد أكد الطرفان حسن العلاقة وانتظامها، لكن الاعلام المناوئ يرفض القبول والتسليم بالحقيقة ويصر على تصوير الاختلاف في الرأي حول دعوة الحكومة الى الاجتماع على أنه خلاف في حين المطلوب في هذا الظرف العصيب التعاون لتلمس طريق الخلاص" . 

 

وعن عدم تجاوب حزب الله مع الرئيس عون لتسهيل معالجة العديد من الملفات والشؤون العامة يضيف : لم يخف رئيس الجمهورية ذلك في حديثه الى نقابة المحررين، لا بل هو مضى الى أبعد من ذلك وحمل الثنائي الشيعي مسؤولية عدم التخفيف من عبء الازمة المعيشية على المواطنين.