المطران عبد الساتر: ننجح حين نساعد أفراد العائلة على تحويل التحديات إلى مناسبات لمعرفة الذات

احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي لمناسبة عيد العائلة، في كاتدرائيّة مار جرجس- بيروت، عاونه فيه مسؤول مكتب العائلة والإصغاء والوساطة في الأبرشيّة الخوري روجيه سركيس وممثّل معهد العائلة في جامعة الحكمة الخوري إيليّا مونس ومعاون خادم الكاتدرائيّة الخوري جورج قليعاني والخوري رودريغ شرتوني والخوري شربل موسى، بمشاركة المونسنيور نعمة الله شمعون والخوري بطرس صعب، وبحضور رئيس المجلس العام الماروني ميشال متّى وممثّلين عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك وعن مكتب راعويّة الزواج والعائلة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة - بكركي، كما أعضاء مكتب العائلة في الأبرشيّة والجماعات العيليّة والحركات الرسوليّة التي تُعنى بالعائلة. 

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: 

"نصلّي على نيّة الآباء والإخوة والأخوات الذين عملوا ويعملون في مكتب العائلة الأبرشي منذ بداية خدمته وحتى اليوم، ونصلّي خصوصًا على نيّة السيد أنطوان البستاني وزوجته السيدة لبيبة اللذين جاهدا كثيرًا في تأسيس المكتب وفي الإعداد للزواج وفي مرافقة الأزواج وتدريب المرافقين وتطوير هيكليات وخدمات المكتب.
ونصلّي اليوم أيضًا على نيّة الدكتور جوزف غبريل وزوجته السيدة ساميه ونشكرهما على حملهما مسؤوليّة المكتب لسنين عديدة وها هما اليوم يُسلِّمان الأمانة إلى السيد روبير الخوري وزوجته السيدة نجوى أمدَّهما الرب بنعمه ليقوما بخدمتهما خير قيام". 

أضاف: "إنَّ الإعداد للزواج وخدمة العائلة ومرافقتها في مسيرتها هي أمور أساسيَّة في حياة أبرشيّة بيروت. ليس فقط لِما لاستمرار الزواج وازدهار العائلة من نتائج إيجابيّة على المجتمع والكنيسة بل أيضًا لِما لتفكّك العائلة من نتائج سلبيَّة على إخوة وأخوات لنا هم أفراد فيها. فخدمة الزواج والعائلة ليست تفصيلاً ثانويًّا يمكن إهماله بل هي عيش للمحبّة تجاه الآخر الذي جعله الرب يسوع في أساس دعوتنا وعلامة على حقيقته. 
وخدمتنا للعائلة لا تعني دومًا فضَّ النزاعات أو تمييز المذنب عن البريء أو العمل على جعل كل العائلات متشابهة في الشكل والمضمون.
خدمة العائلة تعني أوّلًا محبّة أفراد العائلة التي نخدمها محبّةً صادقة وعفيفة ومتجرّدة من دون استعلاء ولا استقواء ولا تسلّط.
خدمة العائلة تعني ثانيًا الإصغاء بعد التخلّي عن الأحكام المسبقة وإسكات الأصوات التي فينا وصم آذاننا عن الإشاعات وقصص العجائز.
خدمة العائلة تعني ثالثًا مرافقتها في حياتها اليوميّة بقدر ما تشاء وحين تشاء وكيفما تشاء وإعطاء النصح الأخوي.
إنها تعني أيضًا المساعدة على إيجاد إجابات ترتكز على القيم الإنسانيّة والمسيحيّة للتحديات التي تواجه العائلة ولا تعني أبدًا فرض إجابات تقليديّة معلَّبة ومتناقلة من جيل إلى جيل قد لا تمتّ إلى واقع عائلاتنا بصِلة.
خدمة العائلة هي أخيرًا فعل تسبيح نرفعه إلى الله الآب، وتبشير بخلاص الله الابن لكلّ إنسان، وعمل بحسب إلهامات الله الروح لما فيه خير الآخر". 

وتابع: "لا ننجح في خدمة العائلة فقط حين يستمرّ الأزواج في حياتهم المشتركة لسنين عديدة أو حين يتصالح المتخاصمون. إنّنا ننجح أيضًا حين نساعد أفراد العائلة على تحويل التحديات والمحن إلى مناسبات لمعرفة الذات وقبول الآخر والنمو المتبادل، إنسانيًّا وروحيًّا ونفسيًّا. 
هنيئًا لأبرشيّة بيروت بكلّ واحد وواحدة من بينكم. إنطلقوا واعملوا من أجل الله والإنسان والعائلة". 

وفي ختام القدّاس الذي خدمته جوقة المدرسة الموسيقيّة الأنطونيّة  - أنطلياس بقيادة الأب فادي طوق الأنطوني، رفع الجميع صلاة تجديد عهد الحبّ والإيمان للعائلات المسيحيّة.
 
وكانت كلمة شكر لنائب رئيس مكتب العائلة والاصغاء والوساطة السيّد روبير الخوري وعقيلته السيّدة نجوى، للعائلات الحاضرة على ثقتها.