المصدر: Sky News
الثلاثاء 16 أيلول 2025 13:34:01
كشفت صورة التقطها رائد فضاء عام 2014 مشهدا جيولوجيا غريبا من شبه جزيرة شيلتيبي في نيكاراغوا، حيث تظهر بحيرتان بركانيتان وكأنهما "عينان تحدّقان في السماء" من جمجمة صخرية تطل على بحيرة ماناغوا، ما يخلق وهما بصريا مثيرا يشبه عيونا متباينة اللون تنظر نحو الفضاء.
وتُعدّ شبه جزيرة شيلتيبي رأس هذه "الجمجمة"، وهي كتلة أرضية مستديرة تمتد داخل مياه بحيرة ماناغوا، المعروفة محليا باسم "Lago Xolotlán"، والتي تغطي مساحة تُقدّر بنحو 1,040 كيلومتر مربع وسط نيكاراغوا.
تقع شبه الجزيرة على بُعد نحو 16 كيلومترا شمال غرب العاصمة ماناغوا، وقد تشكّلت بفعل ثورات بركانية من نوع "الدرع الانفجاري"، حيث قُذفت كميات هائلة من المواد البركانية خفيفة الكثافة مثل الخفاف (pumice) من أعماق الأرض.
وتشير وكالة ناسا إلى أن هذه الثورات الكبرى انتهت قبل نحو 17 ألف عام، لكن المنطقة شهدت نشاطا بركانيا لاحقا في الـ2000 سنة الأخيرة.
بحيرتان بـ"ألوان مختلفة"
البحيرة الأصغر، الواقعة على اليسار، تقع داخل فوهة بركان "أبويكي" ويبلغ عرضها نحو 1.7 كيلومتر، بينما تقع البحيرة الأكبر – "لاجونا شيلوا" إلى اليمين، ويصل عرضها إلى 2.4 كيلومتر، وقد تشكّلت إثر انفجار بركاني نجم عن تفاعل بين الحمم والمياه الجوفية.
وعلى الرغم من ظهورهما جنبًا إلى جنب في صور الأقمار الصناعية، فإن بحيرة أبويكي ترتفع نحو 400 متر فوق مستوى سطح البحر، في حين تقع لاجونا شيلوا بالقرب من مستوى البحر، ما يجعل رؤيتهما معًا من الأرض أمرًا شبه مستحيل، إلا من على حافة فوهة أبويكي.
ورغم أن كلا البركانين يُعدّان نشطين من الناحية الجيولوجية، فإنهما لم يشهدا ثورانا منذ آلاف السنين. ويقدّر آخر ثوران للاجونا شيلوا قبل نحو 6,000 عام، بينما شهد أبويكي أربع ثورات كبرى منذ ذلك الحين، آخرها – والأكثر عنفًا – في حوالي عام 50 قبل الميلاد، وهو الانفجار الذي شكّل الفوهة الحالية للبحيرة.
وفي عام 2012، رُصدت هزّات أرضية خفيفة في المنطقة نتيجة حركة الصهارة تحت سطح أبويكي، إلا أن العلماء يؤكدون أن هذه الظاهرة لا تشير إلى قرب وقوع ثوران.