مع ذلك، وقف على طرف نقيض منها بالإصرار على فرنجية. المعضلة الفعلية لحزب الله أنه قبالة معادلة أقرب ما تكون الى مفاضلة بين سيّئ وأسوأ. الأصح أنه واقع بين «شرّين»: شرّ باسيل الذي يحتاج إليه لانتخاب فرنجية واستعادته الغالبية النيابية دونما أن يجعل منه رئيساً، وشرّ قائد الجيش إذ يفضّله أن يكون ظهيراً له لا على رأس الدولة. ربما قلّة يعلمون أن الرئيس ميشال عون، عندما اختار القائد الحالي للجيش على رأس المؤسسة العسكرية في آذار 2017، لم يتلقّف حزب الله الخيار برضى وارتياح، قبل أن يضيف الرئيس السابق أنه الضامن.

5 ـ قد يكون باسيل أحد أبرز ـ إن لم يكن الوحيد ـ المصوَّب إليهم من لقاء رعد وعون. حواره مع حزب الله مستمر، بيد أن شروط التيار الوطني الحر الى تزايد دونما أن يمتلك الحزب بمفرده مقدرته على منحه ما يتقاسمه معه آخرون في مجلس النواب كالرئيس نبيه برّي وكتلة «اللقاء الديموقراطي» والنواب السنّة. بدأت لقاءات نائبَي الطرفين: آلان عون وعلي فياض كلجنة مكلفة درس مشروع قانون اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة. ليس أدلّ على خيار نائبين فقط لا يملكان سلطة التقرير سوى أحد مؤشرات أن أوان الاستحقاقات الفعلية لمّا يزل بعيداً: انتخاب الرئيس وقانونا اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والصندوق الائتماني. مع ذلك كله، لم يقل باسيل علناً إنه ذاهب الى انتخاب فرنجية.