براك يعاين اليوم "المنطقة الاقتصادية" جنوبا...لقاء فاتر مع بري وبعد 2 أيلول كلام لبناني آخر!

يتوجَّه الموفد الاميركي توم براك الى الجنوب اليوم في جولة جنوب الليطاني تقوده الى الحدود بين لبنان واسرائيل، لرؤية المكان الذي يمكن ان تقام فيه «المنطقة الاقتصادية باسم الرئيس ترامب».

ومن هناك يمكن ان يتوجه مجدداً الى اسرائيل، لإطلاع المسؤولين فيها على نتائج جولته على كبار المسؤولين في بيروت، وما نقله عن استعداد اسرائيلي لبحث الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة عند الحدود، بعد ان تكون الحكومة اللبنانية أقرت خطة نزع سلاح حزب الله، في جلستها الاسبوع المقبل في 2 ايلول، كما كان مقرراً مسبقاً، وهو ما اكد عليه الرئيس نواف سلام ان «مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقراري الحرب والسلم هو مسار انطلق ولا عودة الى الوراء»، واتخذ قرار حازم في جلسة 5 آب، بتكليف الجيش اللبناني وضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها على مجلس الوزراء وهو ما سيعرض الاسبوع المقبل.

وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان البيان الرئاسي الذي صدر في أعقاب لقاء رئيس الجمهورية مع الوفد الأميركي تجنّب الخوض في اي رد على ما طالبت به اسرائيل بشأن تسليم السلاح اولا ومن ثم الإنسحاب قائلة في الوقت نفسه انه ارتكز الى التأكيد على إلتزام لبنان الكامل بإعلان السابع والعشرين من تشرين الثاني وورقة الإعلان المشتركة الأميركية اللبنانية.

وأوضحت المصادر نفسها ان الجانب الأميركي ابلغ رئيس الجمهورية بالرد الاسرائيلي القائم على ضرورة المباشرة بخطوة نزع السلاح، واشارت الى انه بعد مناقشة مجلس الوزراء خطة الجيش بشأن حصرية السلاح واقرارها سيكون هناك كلام آخر اذ ان لبنان قام بواجبه والكرة تصبح في ملعب الأميركيين والإسرائيليين.

ولفتت الى ان هذه الخطة ستعرض على الحكومة في الثاني من ايلول المقبل الا اذا طلب الجيش مهلة اضافية وستقر، وقالت انه هنا قام لبنان بما يجب ان يقوم به ان لجهة الموافقة على الورقة الأميركية واقرار خطة أمنية وضعها الجيش.

الى ذلك لوحظ توتر الموفد الأميركي توم باراك في المؤتمر الصحافي في قصر بعبدا ما انعكس توترا على الإعلام الذي يقوم بواجبه في تغطية نقل وقائع هذا المؤتمر ويبدي حماسة لمعرفة الوقائع واندفع باراك على مهاجمة الإعلاميين والحديث عن فوضى.

على أن الابرز ما نقله السناتور الاميركي رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الاميركي، وهو يشغل رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، الذي قال من قصر بعبدا: «لا تسألوا عن ماذا ستفعل اسرائيل، فهي لن تغيّر نظرتها اليكم الا اذا غيرتم اداءكم، اي نزعتم سلاح حزب الله، عدو الشعب الاسرائيلي، حينها فقط يبدأ الحديث الجيد، اما ما هو دون ذلك ففارغ المعنى».

ولئن تجنب لبنان الخوض في المطلب الاسرائيلي بنزع سلاح حزب الله اولاً، قبل الاقدام على اي خطوة مقابلة، فإن الرئيس بري لم يخرج بـ"انطباعات مشجعة" من اجتماعه مع براك.. وذكرت المعلومات انه قال للموفد الاميركي ان لبنان قام بما عليه، واتخذ قراراً مبدئياً في مجلس الوزراء من دون رؤية اي خطوة مقابلة من اسرائيل.

وتحدثت مصادر اطلعت على بعض الاجواء ان اللقاء مع الرئيس بري كان فاتراً، وهو ما ادى الى مغادرة الوفد الاميركي دون الادلاء بأي تصريح.

واوضح المبعوث الاميركي براك والسفيرة اورتاغوس ابعاد البيان الذي صدر امس عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ردا على ورقة لبنان، حيث اشارا الى ان تل ابيب ستسير بسياسة الخطوة مقابل خطوة، وبعد ان تقر الحكومة خطة الجيش لسحب سلاح حزب الله، ستقر هي خطة الانسحاب من النقاط الخمس، مؤكدين انها لا تريد احتلال لبنان. واوضح اعضاء وفد الكونغرس الاميركي الذي جال مع الموفدين على بعبدا وعين التينة والسراي وكليمنصو وسيزور اليرزة، ان اي تقدّم او مساعدة او انسحاب لن يحصل قبل سحب السلاح غير الشرعي، بينما اشار براك الى ان القرار اتخذ بالتمديد عاما واحدا لليونيفيل.

في المقابل، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للوفد الاميركي تقيّد لبنان بمضامين اتفاق وقف النار المبرم في 27 تشرين الماضي. خلال الاجتماع، ووفق بيان صادر عن الرئاسة، جدد الرئيس عون امام الوفد الشكر للإدارة الاميركية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان والتزامهم مساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، واطّلع الرئيس عون من أعضاء الوفد على نتائج زيارتهم الى دمشق فأعرب عن ارتياحه الكبير لما نقلوه من استعداد سوري لاقامة افضل العلاقات مع لبنان.

واكد انها رغبة وإرادة متبادلة بين البلدين كما جدد استعداد لبنان العمل فورا على معالجة الملفات الثنائية العالقة بروح الاخوة والتعاون وحسن الجوار والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، مشددا على دعم لبنان الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية.

واطّلع رئيس الجمهورية من الوفد على نتائج زيارته لإسرائيل والمواقف التي صدرت عن المسؤولين الاسرائيليين فأكد الرئيس عون مجددا التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني (نوفمبر) لوقف الاعمال العدائية والذي اقر برعاية أميركية- فرنسية ووافقت عليه الحكومة السابقة بالاجماع. وجدد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأميركية- اللبنانية التي اقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء. وشكر الرئيس عون الجانب الأميركي على استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كافة المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الامن والاستقرار في لبنان.