بكين تفتتح الأولمبياد الشتوي بعيدا عن "الروح الأولمبية"

افتتحت الصين رسميًا دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 بحفل الجمعة في الملعب الوطني الشهير في بكين، والمعروف باسم "عش الطائر"، وسط مقاطعة دبلوماسية لافتة.

وترأس الحفل الرئيس شي جين بينغ، الذي أعلن الافتتاح الرسمي للألعاب، إلى جانب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

 

مقاطعة تاريخية

بينما قاطعها كثير من الرياضيين، تسعى الألعاب الشتوية في بكين، إلى إبراز قوة الصين، التي لا تزال تحت دائرة الضوء العالمية، كون فيروس  كورونا الذي تسبب في مقتل الملايين، خرج منها نهاية 2019.

لكن المقاطعة للألعاب الأولمبية لم تكن بسبب سياستها التعتيمية بخصوص كورونا فحسب، بل بسبب سجلها في حقوق الإنسان، ولا سيما ضد أقلية الأويغور المسلمة. 

في هذا الصدد، قامت الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأخرى بمقاطعة دبلوماسية لهذه الألعاب، بسبب الطريقة التي تعامل بها الصين الملايين من مواطنيها. 

وقاطعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا الألعاب دبلوماسيا احتجاجًا على ما يقولون إنه إبادة جماعية لحوالي مليون من الأويغور المسلمين في مقاطعة شينجيانغ أقصى غرب الصين. 

ورفض المسؤولون في بكين هذه اتهامات انتهاك حقوق الإنسان.

والهند كانت آخر دولة تنضم إلى المقاطعة الدبلوماسية، وجاء إعلان نيودلهي بعد أن أدرجت الصين في تتابع الشعلة الأولمبية قبل الافتتاح جنديًا شارك في اشتباك حدودي مميت عام 2020 مع القوات الهندية. 

وذكرت وسائل إعلام صينية مشاركة الجندي تشي فاباو.

 

قيود أمنية غير مسبوقة

تأتي ألعاب هذا العام وسط عدد من القيود المتعلقة بـوباء كورونا المفروضة على ما يقرب من 3000 رياضي، والجمهور.

ولم يتم بيع التذاكر لعامة الناس بسبب مخاوف صحية. على الرغم من أن بعض المتفرجين حضروا الاحتفالات، لكن لم يكن من السهل معرفة عددهم بدقة.

وعلى عكس جميع الألعاب الأولمبية الأخرى، لن تتاح الفرصة للرياضيين هذه المرة لاستكشاف الصين خارج بوابات القرية الأولمبية. 

وتم تقييدهم وآلاف موظفي دعم القرية الأولمبية والصحافة والمتطوعين في أماكن محددة، مما أدى إلى عزلهم عن بقية الصين خلال المنافسة.

ويقول المسؤولون إن ما لا يقل عن 290 حالة كورونا أحصيت بالفعل، وفي الوقت نفسه، نصحت بعض الدول لاعبيها بعدم إحضار هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى الصين بسبب مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني. 

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) في وقت سابق من هذا الأسبوع إن عمليات القرصنة الصينية "أكثر جرأة" من أي وقت مضى.

 

نانسي بيلوسي: الصين لا تلتزم بالروح الأولمبية

وقالت المتزلجة الألمانية ناتالي غايزنبرغر إنها فكرت في المقاطعة لكنها قررت عدم القيام بذلك، وقالت: "نحن الرياضيين ليس لدينا أي علاقة على الإطلاق بقرار منح الألعاب الأولمبية لبكين، اللجنة الأولمبية الدولية تقرر ونحن الرياضيين أمام أمر واقع".

رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، دعت الرياضيين الأميركيين إلى عدم المخاطرة بإغضاب بكين من خلال التحدث علنا عن حقوق الإنسان. 

وفي مقابلة مع إذاعة "فويس أوف أميركا" في وقت متأخر الخميس ، قالت بيلوسي إن "الحكومة الصينية لا ترحم" و "ليس لديها نوايا حسنة على الإطلاق" ، مشيرة إلى أن الحكومة الصينية نفسها لا تلتزم بالروح الأولمبية.

وقالت بيلوسي: "لقد ساءت الأمور في الصين،  لا ينبغي إقامة الألعاب الأولمبية هناك، لكن لا يمكننا تحميل ذلك للرياضيين. عليهم أن يذهبوا. عليهم أن يتنافسوا. يجب أن يكونوا ممتازين. لكن عليهم توخي الحذر، لأن الحكومة الصينية لا ترحم".

ويتزامن انطلاق الألعاب الأولمبية في الصين مع مخاوف عالمية بشأن سلامة لاعبة التنس الصينية النجمة بنغ شواي بعد أن قالت إن مسؤولاً حكومياً صينياً رفيع المستوى اعتدى عليها جنسياً.

لكن اللجنة الأولمبية الدولية قالت إنها التقت بها وستلتقي بها خلال الألعاب.