بوتين خلال الاحتفال بيوم النصر: روسيا برمّتها تدعم الهجوم في أوكرانيا

 احتفلت روسيا اليوم الجمعة بالذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية بعرض عسكري تم دون ورود تقارير عن هجمات أوكرانية على الرغم من الحرب المدمرة المستمرة منذ ثلاث سنوات.

ووقف الرئيس فلاديمير بوتين، الأطول بقاء في حكم الكرملين منذ جوزيف ستالين، إلى جانب شي وعشرات الزعماء الآخرين والمحاربين القدامى الروس على منصة مسقوفة بجوار ضريح فلاديمير لينين في الساحة الحمراء بينما كانت القوات الروسية تقوم بالعرض.

وقال بوتين إن روسيا لن تقبل أبدا محاولات التقليل من دور الاتحاد السوفيتي الحاسم في هزيمة ألمانيا النازية، لكن موسكو تقر أيضا بالدور الذي أداه الحلفاء الغربيون في هزيمة أدولف هتلر.

وأضاف: "تلقى الاتحاد السوفيتي على عاتقه أشد ضربات العدو ضراوة وقسوة".

وتابع: "نقدر بشدة إسهام جنود الجيوش الحلفاء، وأعضاء المقاومة، والشعب الصيني الشجاع، وكل من ناضلوا من أجل مستقبل سلمي في نضالنا المشترك".

ولم يوجه بوتين أي انتقاد للغرب ولم يشر إلا بشكل عابر إلى الحرب في أوكرانيا، وهي الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن هذه الحرب ظلت تخيم على الاحتفالات.

واصطف أكثر من 11500 جندي في الساحة الحمراء، منهم 1500 جندي قاتلوا في أوكرانيا. وشاركت في الموكب لأول مرة الطائرات المسيرة، أهم ابتكار تكنولوجي في الحرب، بالإضافة إلى الدبابات وصواريخ يارس العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس نووية.

وهاجمت أوكرانيا موسكو بطائرات مسيرة لعدة أيام هذا الأسبوع، وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بخرق وقف إطلاق نار لمدة 72 ساعة أعلنه بوتين.

وفقد الاتحاد السوفييتي 27 مليون إنسان في الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك عدة ملايين في أوكرانيا، لكنه دفع القوات النازية إلى برلين حيث انتحر أدولف هتلر، ورُفعت راية النصر السوفيتية الحمراء فوق الرايخستاج عام 1945.

ويقول مؤرخو الحزب الشيوعي الصيني إن خسائر الصين في الحرب الصينية اليابانية الثانية (1937-1945) بلغت 35 مليون قتيل. وتسبب الاحتلال الياباني في نزوح ما يصل إلى 100 مليون صيني، وفي أزمة اقتصادية هائلة، بالإضافة إلى مذبحة نانجينغ المروعة عام 1937، والتي قُدر عدد قتلاها بما بين 100 و300 ألف ضحية.

ولا تنشر موسكو وكييف أرقاما دقيقة للخسائر في الحرب في أوكرانيا. ويقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يقود مساعي لتحقيق السلام، إن مئات الآلاف من الجنود على الجانبين قتلوا أو أصيبوا.

وبالنسبة للروس وللعديد من شعوب الاتحاد السوفيتي السابق، فإن التاسع من أيار/مايو هو التاريخ الأكثر قدسية. وكثيرا ما سعى بوتين، الغاضب مما يعتبرها محاولات من الغرب للتقليل من شأن النصر السوفيتي، إلى استخدام ذكريات الحرب العالمية الثانية لتوحيد المجتمع الروسي.

ويقول الكرملين إن حضور حلفاء روسيا، مثل الرئيس الصيني، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وعشرات القادة من دول سابقة بالاتحاد السوفيتي، وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية يظهر أن روسيا ليست معزولة حتى لو رغب حلفاء موسكو الغربيون السابقون في الحرب العالمية الثانية في البقاء بعيدا.

"البلاد تدعم حرب اوكرانيا"

وانتهز بوتين هذه المناسبة التي تعدّ أهمّ الاحتفالات القومية الروسية لعقد مقارنات تاريخية بين الحرب العالمية الثانية والهجوم الواسع على أوكرانيا الذي أمر بشنّه في شباط/فبراير 2022.

وقال: "البلاد برمتها، مجتمعا وشعبا، تدعم المشاركين في العملية الروسية الخاصة" في أوكرانيا، مستخدما التعبير السائد في روسيا للإحالة إلى الحرب في أوكرانيا.

وقال: "نفتخر ببسالتهم وعزمهم وقوّة معنوياتهم التي لطالما جلبت لنا النصر"، مشددا على أن بلاده "كانت وستبقى سدا منيعا ضد النازية ورهاب روسيا ومعاداة السامية".

ووجه الرئيس الروسي تحيّة إلى جنود كوريا الشمالية التي ساندت روسيا في حربها على أوكرانيا. وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي بوتين يقول لعدّة ضبّاط كوريين شماليين بالزيّ الرسمي "أقدّم لكم ولقوّاتكم أطيب التمنّيات".

وحفل استعراض هذه السنة بالأسلحة، من بينها دبابات "تي-90" حديثة وصواريخ "اسكندر" وأنظمة دفاع جوي "اس-400". وللمرّة الأولى شاركت هذه السنة في الاستعراض مسيّرات من نوع "أورلان" و"لانسيت" و"جيران" تستخدمها روسيا بوتيرة شبه يومية لقصف أوكرانيا.

ولم تستعرض تجهيزات عسكرية على هذا النحو في أول سنتين من الحرب في أوكرانيا عندما كانت القوّات الروسية في وضع أصعب على الجبهة.