المصدر: نداء الوطن
السبت 19 تموز 2025 07:31:27
اقتسم المشهد الداخلي أمس تطورات سوريا وانعكاسها على لبنان وكذلك التحضيرات الرسمية الجارية لإعداد الرد اللبناني على الورقة التي سلمها المبعوث الأميركي توم براك في زيارته الأخيرة للمسؤولين في لبنان.
وأظهرت المواقف والاتصالات المتعلقة بما جرى ولا يزال في سوريا، أن هناك تماسكًا داخليًا لجبه أية محاولات لجر المكوّنين الدرزي والسني إلى حلبة ردود الفعل، في موازاة إعلان قيادة الجيش عدم السماح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، والتأكيد أنّ تجاوُز هذه المرحلة يتطلّب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلّي بالمسؤولية، وعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين".
ورقة براك والرد الرسمي
أما في ما يتصل بالتحضيرات للرد الرسمي على الورقة الأميركية، فقد علمت "نداء الوطن" أن لقاء رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري أمس في قصر بعبدا، جاء قبل زيارة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك الثلاثاء إلى بيروت. وتم خلال اللقاء وضع اللمسات الأخيرة على الورقة. كما تم التركيز خلال المداولات على التجاوب مع المطالب الأميركية مقابل ضمانات سيطلبها لبنان من الأميركيين. ومن المفترض الوصول إلى تسليم السلاح حتى نهاية العام، بدءًا من الثقيل، وسيشمل كل أنواع الأسلحة. كما بحث لقاء عون وبري في أحداث السويداء وضرورة حصرها ووأد الفتنة.
إلى ذلك علمت "نداء الوطن" أن "حزب الله" أبلغ المراجع الرئاسية تسليمه السلاح مقابل الانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلة، ما يعني بداية قبول "الحزب" بمنطق التسليم وانطلاقة إيجابية عكس التصريحات الإعلامية المتشددة.
قاسم: نزع السلاح مطلب إسرائيلي
لكن الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أطل مساء أمس ليعلن أن مطلب نزع سلاح "الحزب" في كل لبنان هو "مطلب إسرائيلي". وتطرق إلى "ما حصل في سوريا ووصل إلى قصف دمشق"، فسأل: "هل يمكن أن نقبل بذلك في لبنان؟".
أضاف: "الاتفاق الجديد التي تريده أميركا يبدأ بالمطالبة بنزع السلاح في مقابل بعض الانسحابات الجزئية". واتهم برّاك بأنه "يحرّض الجيش اللبناني على نزع سلاح المقاومة بالقوة وإثارة حرب أهلية". وقال إن لبنان يواجه 3 مخاطر هي "إسرائيلية جنوبًا وداعش على الحدود الشرقية والطغيان الأميركي". وتعهد بعد إزالة المخاطر بـ "الحوار على الاستراتيجية الدفاعية".
الشرط الأميركي "زيّ ما هيّي"
وفي سياق متصل، استطلعت "نداء الوطن" أوساط دبلوماسية مواكبة للتطورات، والتي أفادت بوجود "قلق كبير الآن مما يحصل في سوريا، ولكن هذا منفصل عن الواقع اللبناني. ومع ذلك، تبقى هناك مخاوف من تطور الأحداث في السويداء إذا لم يتم لجمها مما يجعل الأمور مفتوحة على احتمالات سلبية للغاية". أضافت :"لا ينقص لبنان سوى حصول توتر سني - درزي ، في وقت يستمر التركيز على سلاح "حزب الله". وهكذا تنام المنطقة على شيء وتصحو على شيء آخر . وما حدث في سوريا لم يكن في الحسبان كما أن التطورات الدراماتيكية التي توالت في الساعات الأخيرة خطيرة للغاية".
وتطرقت الأوساط نفسها إلى موضوع وصول الموفد برّاك إلى لبنان الأسبوع المقبل، فقالت "إن الجواب الرسمي اللبناني يجرى تحضّيره". أضافت: "يقال إن رئيس الجمهورية الذي أخذ المسألة على عاتقه، وإنه بمعزل عن كل ما يقال إعلاميًا، يعتبر أن "الحزب" ماضٍ في التزام بسط سلطة الدولة على كل أراضيها وأن الأمور سالكة في هذا الاتجاه، ولدى الرئيس جو مطمئن إلى أن "حزب الله" وافق على الورقة الأميركية".
واستدركت الأوساط قائلة: "لكن في المقابل، هناك جو آخر يفيد بأن "الحزب" ما زال متمسكًا بالأولويات التي وضعها، وهي أنه في حال انسحبت إسرائيل وأوقفت استهدافاتها وأطلقت الأسرى وتم إطلاق مسار الإعمار سيتخلى عن سلاحه لكن هذا الأمر غير مقبول إسرائيليًا".
وحذرت الأوساط الدبلوماسية من أنه "في حال لم يقرأ "حزب الله" جيدًا استهدافه في بعلبك وسائر البقاع وما حصل مع الرئيس السوري أحمد الشرع، معنى ذلك أنه يجهل أن إسرائيل لا تنتظر لتتخذ أي قرار ". وقالت: "على "الحزب" ألا يرفض الورقة الورقة الأميركية، بل عليه قبولها كما يقال في لبنان "زي ما هيي". إذ لا نقاش في هذا الموضوع لجهة اعتماد الخطوة خطوة، وإلا سيتحمل "الحزب" تبعات رفض الورقة. وليس صحيحًا ما يقال عن مهلة حتى أيلول، فهي غير موجودة. وعندما تتبلّغ الإدارة الأميركية الرد اللبناني والذي إذا لم يستوف الشروط الأميركية والإسرائيلية، سيبدأ عندئذ انتظار الجولة الثانية من الحرب". وتساءلت الأوساط أخيرًا: "هل ينتظر "حزب الله" ما ستقول له إيران لناحية انتظار المفاوضات الأميركية الإيرانية؟ من الواضح أنه لا توجد مؤشرات إلى أن هذه المفاوضات قريبة وأنها ستنتج شيئًا آخر غير ما يتصل بالملف الإيراني فقط".