تحرّك إحتجاجي لأهالي الكفور لإقفال معامل حرق الإطارات

إستفاق أبناء بلدة الكفور الجنوبية على روائح كريهة وانبعاثات غاز التوكسيد الخطير المتأتي من حرق الإطارات داخل معامل في وادي الكفور، فتحوّلت أرضيات المنازل إلى شحتار أسود، وتزايدت معها حالات الإصابة بضيق التنفس والسرطان.

كان صعباً على ايمان حنجول، أن تقف مكتوفة اليدين، وحفيدها ابن اليومين فقط يرقد في المستشفى بين الحياة والموت، بسبب تنفّسه روائح الدخان السامة المنبعثة من هذه المعامل. السيدة التي صرخت بأعلى صوتها، ناشدت الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله التدخل مباشرة.

مجدداً، عادت معامل حرق الإطارات في وادي الكفور إلى الواجهة، المعامل التي كان يفترض إقفالها، وفق تأكيد وزير البيئة ناصر ياسين الذي زارها قبل عام، ولحظ مخالفتها الشروط البيئية، ها هي اليوم تتوسّع، وبدل المعملين، أصبح هناك ثلاثة، وطبعاً، أصحابها «مدعومون» من الأحزاب السياسية ومن بلدية الكفور، إذ من الصعب فتح معمل، يحرق الدواليب من الثامنة مساء حتى الثامنة صباحاً بدون إذن البلدية، أو تغطية حزبية مباشرة.

أكثر من 30 ألف دولار يومياً تحققها هذه المعامل، التي تحرق مئات الإطارات المستعملة يومياً، لاستخراج زيت النفط الذي يدخل في توليد الكهرباء، كبديل عن المازوت، وسحب النحاس منها، أما غاز التوكسيد الذي يخرج من مفاعل الحرق، فينبعث في الهواء مسبّباً حالات اختناق وأمراضاً رئوية وتنفسية وسرطانية.

طفح كيل أبناء الكفور فأكثر من خمس سنوات والمعاناة مستمرة، حالات السرطان ترتفع، ما دفعهم بالأمس إلى اقتحام المعامل، رافضين أن تواصل قتلهم اليومي. لم يمرّ اعتراضهم بسلام، بل تعرّضوا لإطلاق نار ما استدعى تدخل القوى الأمنية، ما أثار حفيظة الأهالي الذين لفتوا إلى وجود عشرات التقارير الصحية والبيئية والأمنية تحذر من خطورة الانبعاثات الناتجة عن حرق الإطارات.

تعود المعامل إلى كل من محمد الخنسا وآخر من آل طهماز، ويقول أحد أبناء الكفور إن أحد المعامل كان في بلدة برعشيت، ونتيجة تزايد اعتراض الأهالي، نقل إلى وادي الكفور، لافتاً إلى أن معمل الخنسا كان قبل زيارة الوزير ياسين يعمل بمفاعلين اليوم بات هناك 7 مفاعلات.

وطالبوا النائبين محمد رعد وهاني قبيسي برفع الغطاء عن أصحاب تلك المعامل، وقال الشيخ إبراهيم مشيك إنّ أهل البلدة يعيشون مأساة حقيقية، مطالباً من أعطيت لهم أصواتهم بإقفال المعامل كلّياً لأنّها أكبر شاهد على أنها سرطان وعدو بيئتنا.

وتزامنا مع تحرك الأهالي، تقدم رئيس بلدية الكفور خضر سعد بإخبار لدى النيابة العامة عبر المحامي علي حرب لإقفال هذه المعامل فهل تقفل أو تكون ردة فعل الاهالي عابرة؟