تحرّك محدود بين "التيار" وبري.. تعطيل انتخاب الرئيس إلى أمد غير منظور؟

شهدت عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع تقويم الكنيسة الغربية، مواقف سياسية من خلفية التهاني بالعيد، شكل محورها الصرح البطريركي في بكركي.

وقد رفع البطريرك الماروني بشارة الراعي اللهجة متهما "المجلس النيابي، برئيسه وأعضائه"، بحرمان لبنان "دون مبرر قانوني" من انتخاب رئيس للجمهورية، مخالفا بذلك الدستور.

ويتوقع أن تشهد الصالونات السياسية نقاشا حول الإفادة من "فرصة ما"، لإتمام الاستحقاق الرئاسي المؤجل منذ 31 أكتوبر 2022.

وتبدو مساعي الحلحلة متراوحة بين عطلتي عيدي الفصح والفطر السعيد، مع تحرك محدود على خط "التيار الوطني الحر" والرئيس نبيه بري لتقريب وجهات النظر.

في هذا الوقت، تحاول كتلة "الاعتدال" تزخيم مبادرتها، وهي تنتظر ردا حاسما من "حزب الله"، مع إشارات إيجابية تبلغتها منه، كما أشار عضو الكتلة أحمد الخير.

في المقابل، تبدو التحركات الإقليمية مؤجلة إلى ما بعد الأعياد، وتاليا لا زيارة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان في انتظار حصول تطور في المواقف، في حين يتقدم الكلام عن حرب محتملة ستخوضها إسرائيل على حدودها الشمالية مع لبنان.

وأبدت مصادر متابعة لـ"الأنباء الكويتية" أن عطلة عيدي الفصح والفطر لم تحجب الاتصالات والمشاورات واللقاءات السياسية البعيدة عن الأضواء، خشية إفشال أي تقدم في حلحلة العقد والعراقيل التي تواجه الاستحقاق الرئاسي، وفي هذا الإطار فإن التلاقي والتواصل بين الأطراف السياسية في الإفطارات الرمضانية كانت فرصة غير مباشرة في الاتفاق على عقد لقاءات ثنائية، وأحيانا أكثر لطرح بعض الأفكار فيما بينهم للوصول إلى قواسم مشتركة حول العديد من القضايا الملحة وفي مقدمتها انتخاب رئيس بعيدا عن أي مصالح شخصية، وفي المعلومات أن معظم المبادرات المحلية والخارجية فشلت حتى الآن في تحقيق أي خرق لانتخاب رئيس، والمعول عليه هو الاتفاق بين كل المكونات السياسية اللبنانية على خارطة طريق محلية مدعوة خارجيا للسير بانتخاب رئيس على ألا تشكل تحديا لأي طرف، وهذا سيبدأ فعليا بعد الأعياد المسيحية والإسلامية بتكتم شديد لإنجاح المساعي والجهود المبذولة في هذا الاطار.

وكشفت المعلومات عن أن كل الأسماء المطروحة حاليا هي خارج السياق، والتوجه نحو الخيار الثالث المجهول بحيث ان يسحب كل فريق مرشحه وإذا لم يتم ذلك فإن هذه الاتصالات ستبقى تدور في حلقة مفرغة وهناك خشية من امتداد تعطيل انتخاب الرئيس إلى أمد غير منظور رغم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والكيانية التي يمر بها لبنان.

وعن التفاؤل الذي يطرح بين الحين والآخر يشير المصدر الى أنه سراب في صحراء قاحلة.