تسوية جديدة بين أطراف السلطة... أفق سوداوي يكتنف المرحلة المقبلة وينذر بمخاطر كثيرة

كتب منير الربيع في المدن:

تضيق الآفاق أمام اللبنانيين. فالسياسة غدت محصورة بتفاصيل يومية تتحكم بها حسابات الجماعات السياسية المتعارضة والمتنازعة. وكل جهة تبحث عن مخرج سياسي يلائمها آنيّاً وانتخابياً.

كواليس عون وحزب الله

وعلى جبهة التشنج السياسي الواضح والمتفاقم بين رئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، من جهة، والثنائي الشيعي من جهة أخرى، ثمة مداولات سياسية في الكواليس لإعادة إنتاج تسوية جديدة بين الطرفين. وقد تقوم هذه التسوية على الاستفادة من "لا قرار" المجلس الدستوري، وترتكز على اعتبار أن القرار يعود إلى مجلس النواب الذي يمكنه إدخال تعديلات جديدة على قانون الانتخابات، بالتوافق بين القوى المختلفة، وتكون مقدمة لتفاهمات على ملفات أخرى.

وتشير معلومات إلى أن جزءاً من هذه المداولات يعتمد طريقة غير مباشرة بين حزب الله ورئيس الجمهورية. وفي حال توفير التوافق، يمكن إحياء التسوية أو الصفقة القضائية- السياسية- الانتخابية من جديد. أما إذا اصطدم الطرفان بمزيد من العراقيل والحسابات المتضاربة، فإن الأزمة تتعمق ويتعاظم تأثيرها على المجالات كافة.

مأزق حزب الله الإقليمي

وهذا لا ينفصل عن التعقيد القائم على المستوى الإقليمي: من تعاظم التهديدات الإسرائيلية لحزب الله وإيران، إلى اتضاح الموقف السعودي المتشدد سياسياً حيال حزب الله ولبنان.

ولا ينفصل أيضاً عن إعلان التحالف العربي عن معلومات ودلائل تشير إلى تورط حزب الله العسكري في اليمن، واستخدامه مطار صنعاء لضرب أهداف في السعودية.

والموقف السعودي يحمل تطوراً جديداً بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية، ومحاولته تليين موقف الرياض حيال لبنان.

أفق سوداوي

هذه التطورات الإقليمية والدولية تنعكس على الساحة الداخلية في لبنان. وتشير معلومات إلى أفق سوداوي يكتنف المرحلة المقبلة: توقع المزيد من الانهيارات في المؤسسات والقطاعات كافة في لبنان، ما قد يؤدي إلى تحركات على الأرض. إلى جانب الخوف الدائم من الوضع الأمني.

وهذا يضع لبنان على مشارف مرحلة جديدة تنذر بمخاطر كثيرة إدارياً، سياسياً واقتصادياً ومالياً وأمنياً، حتى موعد الانتخابات قد يكون مهدداً أيضاً، بفعل الواقع الأمني على الأرض، لأن المسؤولين كلهم يعبرون عن تخوفهم من حصول حدث أمني يؤدي إلى تأجيلها.