المصدر: نداء الوطن
الكاتب: نوال برّو
الأربعاء 30 نيسان 2025 07:49:32
يتذيّل جواز السفر اللبناني قائمة أقوى جوازات العالم، عاجزاً إلا عن فتح أبواب دول قليلة، حيث أن 18 دولة فقط تستقبل اللبنانيين من دون تأشيرة مُسبقة. إلا أن خبراً قد يُذهل اللبنانيين هو ولادة جواز سفر فينيقي يحمل اعترافاً عالمياً كاملاً، ومفتاحاً سحرياً يخوّل حامله السّفر بحرّية إلى كل دول العالم من دون تأشيرة.
كيف ذلك؟ وما القصة؟
للأسف، الحلم بمعناه الفعلي ما زال بعيد المنال واللبنانيون يذوقون المرّ وهم يحاولون الحصول على تأشيرات للسفر إلى معظم دول العالم. إلا أن منشوراً عبر صفحة «الحركة الفينيقية» على «فايسبوك» أعطى تلك الآمال بالحصول على جواز سفر حرّ غير مقيّد بتأشيرات، مشرعاً بوابة الأحلام أمام اللبنانيين باكتشاف العالم.
بعد التدقيق، تبيّن أن لجواز السفر الفينيقي أهدافاً بعيدة عن السفر الجسدي، فهو يفتح المجال أمام كل شخص ليكون سفير الأخلاق، الابتكار والسلام، وفقاً للمنشور.
تعرّف «الحركة الفينيقية»، المسؤولة عن هذه المبادرة عبر «نداء الوطن»، «الباسبور الفينيقي» بأنه ليس وثيقة سفر بالمعنى التقليدي، بل وثيقة فلسفية رمزية لا رسمية، أشبه بتذكرة عبور أخلاقي وثقافي نحو عالم أفضل.
تعتبر الحركة أن جواز السفر الفينيقي، رمز انتماء إلى حضارة أنارت شواطئ العالم، وبشّرت بالحب، والعقل، والجمال.
وانطلاقاً من أن لبنان موطن الحضارة الفينيقية، ترى الحركة أن لهذه الحضارة كنزاً فلسفياً أخلاقياً مهماً يجب الاستفادة منه في محاولة لتغيير الواقع الأليم الذي نعيش. ولكن على الرغم من ذلك، لا تنظر الحركة إلى العرق الفينيقي بحدّ ذاته بل تنتمي إلى الفينيقية كثقافة تشكل مجموعة قيم على رأسها القيم الأخلاقية.
تضيف «الحركة الفينيقية» أن الجواز متاحٌ لكل مواطن يؤمن بأن الإنسان أكبر من عرقه، وأوسع من حدوده، وكل من يرى في الإرث الفينيقي رسالة أخلاقية خالدة، تحرّر العقل، وتغذّي القلب، وتوحّد الشعوب حول قيم سامية مثل حماية البيئة، القضاء على المجاعة، مكافحة الأمراض وغيرها. والمقصود بأن كل الدول تعترف به، هو اعترافها بحقوق الإنسان الأساسية.
إذاً، جواز السفر الفينيقي وسيلة للعبور إلى فلسفة الحضارة الفينيقية، فهل تصبح هذه الوسيلة حقيقة؟
يقول أحد أعضاء «الحركة الفينيقية» بأنها ولدت من رحم الآلام التي يعيشها اللبنانيون، وسيصبح الجواز حقيقة عندما يستوعب المواطن أهمية تطبيق القيم الإنسانية والأخلاقية وقيام دولة مزدهرة متمكّنة.
في هذا السياق، تنفي الحركة أي طموحات سياسية أو رغبة في التحول إلى حزب، مؤكدة على مبدأ «بالثقافة تبنى الأوطان لا بالسياسة»، ومعتبرةً أن معاناة المواطنين كفيلة بإيصال هذه الأفكار وترسيخها.
ورداً على من يعتبر أن الفينيقية تتعارض مع العروبة، تلفت «الحركة الفينيقية» إلى عدم وجود أي صراع مع العروبة، وقيمها تدفع إلى ترسيخ أفضل العلاقات مع العرب وتفعيل أطر التعاون الاقتصادي والثقافي وغيرها.
في الختام، قد لا يكون «الجواز الفينيقي» وسيلة سفر بالمعنى الحرفي، لكنه دعوة إلى رحلة أعمق، أي نحو الفلسفة الفينيقية التي تحتفي بالقيم والتطور.