جو بو صعب سار طريق عمله ومسكنه ومسقط رأسه للمرة الأخيرة.

فقد زار مركز فوج الإطفاء في الكرنتينا، حيث استقبل رفاق الواجب نعش الشهيد جو بو صعب الملفوف بالعلم اللبناني بالتصفيق قبل أن يتناوبوا على حمله وسط اطلاق الأسهم النارية وأبواق الآليات.

وتقدم موكب الشهيد أكاليل الزهر التي حملها رفاقه باسمهم وباسم قيادة الفوج ومحافظ بيروت ورافق ذووه جثمانه المنقول في سيارة إسعاف فوج الإطفاء ليكتمل بذلك عقد الشهداء العشرة الذين سقطوا أثناء قيامهم بواجب إطفاء الحريق الذي اندلع في العنبر 12 في مرفأ بيروت.

ثم توجه الموكب الى عين الرمانة، حيث حيث نشأ وترعرع مع رفيق الدرب والشهادة رالف ملاحي، واستقبل بالتصفيق الحار والزغاريد ونشر الارز.

وتوجّه الموكب الى مسقط رأسه في بلدة الدامور ليوارى الثرى، حيث أقيمت الصلاة لراحة نفسه عند الثالثة من بعد الظهر في كنيسة مار الياس - الدامور.

وفي العظة التي تليت للمناسبة، كلمات مؤثرة من خادم الرعية فقال متوجّها الى الأهل:"قدي حرقتكن هالجمرة وبعد رح تحرق انتو واهالي الشهداء كلن والله يصبر القلوب".

أضاف:"لاء ما انتهت القصة هون بدموع وبكي لسنا ندّابي موتى ولن نكون، دموعكم مقدسة والقبر أضاء والقيامة حصلت منذ 2000 سنة ونحن شعب القيامة والمسيح قام".

وتوجّه الى والد الشهيد السيد ايلي بو صعب بالقول:" لما شوف ناس هلقد قوايا بدفن ابنن بيكبر قلبي، انت وقفت على اجريك وقلتلّي بدّي اوقف قدام عيلتي وما فيي افرط قدامن".

والى والدته، قال:"بصليلك انو توقفي عاجريكي قدام عيلتك، ما خسرتِ جو، نحن ابناء القيامة وجو بالسما، راسك مرفوع لان ابنك شهيد وابنك بطل".

ولفت خادم الرعية الى ان "جو" غلب الموت بموته وقيامته وأضاف:"الدني مكملة لان فيا جو ورفقاتو واللي متلو".

ونقل عن الوالد قوله:"بعد أول انفجار بقيوا وجرّبوا يطفّوا ولو هربوا كانوا زمطوا" الا انه أكّد ان "البطل ما بيعرف يهرب وبياخد مسؤوليتو للآخر".

وبعد الصلاة، كانت كلمة لابنة عمه عدّدت فيها ميزات الشهيد جو وقالت:"سلخوك عنا بانفجار، خبّر الله كل شي عن بلد حكامو سرقوا، خبّرو عن مقاومة اللي اسما رالف ملاحي وجو نون وشهداء المرفأ وانت وكل شهيد، خبّرو انو المقاومة ما بتموت ونحنا عدربكن بنفس القضية".