حزب الله يطلق أبواقه ضد البطريرك...

شنّت مجموعة ناشطين مؤيّدين لحزب الله حملةً عنيفة على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب المواقف التي أطلقها في عظته اليوم.

وغرّد ناشطون عبر استخدام هاشتاغ #راعي_الانحياز و#راعي_الاستسلام حيث اعتبر بعضهم أنّ مواقف رأس الكنيسة المارونيّة لا تختلف عن مواقف الدولة العبريّة.

بدوره، طلب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، "العفو من الحقيقة المصلوبة، العفو من دموع الأنبياء والأولياء، يا من يعنيه الأمر، بكل صدق أقول: السماحة سمة الأنبياء، والحق ميزان الرب، والإنتصار للمظلوم شعار محمد والمسيح بل أصل بعثة الأنبياء، وصاروخ العدو يختلف عن صاروخ المقاوم، ومن بنى كيانه على الأشلاء والإحتلال لا يصبح نبيا أو قديسا وهو برسم المسيح ومحمد جبار ظالم، والأنبياء والأولياء والربانيون كلما اشتد الظلم عليهم ثبتوا وصبروا وقدموا، وهو أكبر نماذج المسيح ومحمد ولم يثبت عنهم أنهم إذا تعبوا استسلموا أو سلّموا لظالم أو رضوا باحتلال، والثابت على الأنبياء قولهم: عظيم الحق وعظيم أهله، عظيم من يدفع الظلم والإضطهاد عن رعية الرب ولا شفاعة لظالم ولا موقف له ومن يتبعه أو يدفع عنه أو يعمل لصالحه يحشر معه ولا محل له يوم الدينونة بساحة الملكوت". 

وتابع: "لا يشك أحد حتى العدو الإسرائيلي في أن المقاومة درع لبنان وحصنه وسبب بقاء هذا البلد على الخارطة، وما دام هناك مقاومة هناك لبنان، والجيش والشعب جزء من هذه الدرع والشراكة الإستراتيجية ضرورة للمسجد والكنيسة والشراكة الوطنية والسلم الأهلي بل ضرورة لبقاء الدولة ومشروعها، وما قامت به المقاومة نتيجة وليس سببا والخلط بين النتيجة والسبب كالخلط بين الأتقياء والأشقياء، والموقف المحسوم: المقاومة خيار وقرار ونفس وروح وعائلة وبيت ووطن وميزان عدل وضرورة بلد وناس وسيادة واستقلال ومن ينال من المقاومة ينال من كل لبنان، ولن يأتي اليوم الذي تحتاج فيه المقاومة إلى تبرير ولن يهنأ العدو الصهيوني ما دام هناك مقاومة. على أن من ضيع المظلوم ضيع الظالم ومن يضع يده على ملف انفجار مرفأ بيروت ضيع البوصلة وخلط الجنائي بالسياسي، والأمني بالوظيفي وبدلا من البدء بالمسؤولين الرئيسيين بدأ بالفروع البعيدة على طريقة الفواتير السياسية وفوهاتها، والعدل يبدأ بالحقيقة لا بتغييبها، وما يجري بمرفأ بيروت تغييب فعلي ومقصود للحقيقة".

وختم قبلان: "إذا كان من حريص على هذا البلد وعلى معرفة سبب انفجار المرفأ فهو المقاومة لأن ما يجري اليوم بكل أشكاله ونماذجه الخارجية والداخلية عينه على رأس المقاومة، ولن يأتي اليوم الذي ينال فيه أحد مهما كان من المقاومة، وسيبقى رأسها شامخا بشموخ جبال لبنان لأنها صمام أمان وجود لبنان وحماية مشروع دولته وشراكته الوطنية والأهلية".

الشيخ صادق النابلسي غرّد بدوره كاتبا:"كلام الناطق الأول باسم الكنيسة المارونية ليس عابراً. ليس اسفنجاً يابساً لا ماء فيه ولا روح. كلامه أكبر في دلالاته من موقف سياسي. بكلامه لا يريد لنا أن نرضخ لجبروت إسرائيل واعتداءاتها فحسب، بكلامه يريد لنا أن نخسر المسيح (ع) إيماناً وسلوكاً، ونتبع الفريسيين الجدد (أولاد الأفاعي) !".

في المقابل، غرد الرئيس ميشال سليمان عبر صفحته على تويتر قائلا: "الاساءة الى البطريرك الراعي ترتد على اصحابها ولن تؤدي الا الى المزيد من التأييد له خارجياً وداخلياً من المواطنين الشرفاء الذين يؤمنون بلبنان فقط وقبل كل شيء".

الاعلامي فارس خشان قال:"سيّد بكركي يضم اليوم صوته العالي الى صوت شويّا المدوّي، وحزب الله يمنحه وساماً رفيعاً بحملة تخوينية مضحكة حيناً ومقرفة احياناً".

وكان الراعي تناول في عظته مسأله التوتّر على الحدود الجنوبيّة، وقال: "فيما نُدين الخروقاتِ الإسرائيليّةَ الدوريّةَ على جنوب لبنان، وانتهاك القرار الدوليّ 1701، فإنّنا نَشجُبَ أيضًا تَسخينَ الأجواءِ في المناطق الحدوديّة انطلاقًا من القرى السكنيّةِ ومحيطِها. كما إنّنا لا يمكننا القبول، بحكم المساواة أمام القانون بإقدامَ فريقٍ على تقريرِ السلمِ والحربِ خارجَ قرارِ الشرعيّةِ والقرارِ الوطني المنوط بثلثي أعضاء الحكومة وفقًا للمادّة 65، عدد5 من الدستور. صحيح أنَّ لبنانَ لم يُوقِّع سلامًا مع إسرائيل، لكن الصحيحَ أيضًا أنَّ لبنانَ لم يُقرِّر الحربَ معها، بل هو ملتزمٌ رسميًّا بهدنة 1949".