المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: نجوى ابي حيدر
الثلاثاء 23 كانون الاول 2025 16:06:43
في اعقاب زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي لبنان، اعلن حزب الله "انه يتطلع الى علاقة طبيعية مع مصر والاستفادة من حضورها في تحصين موقف لبنان من عدوان اسرائيل الذي يستهدف اللبنانيين لتحقيق مشروعها واستمرار احتلالها. منذ مدة يرسل الحزب اشارات الى القاهرة ويكرر محاولاته لإعادة بناء العلاقة مع النظام، وقد ارسل سراً وفداً خاصاً الى مصر كونها الطرف الوحيد الذي أبدى استعداداً للحوار غير المباشر معه، في ضوء رفض عدد واسع من الدول الانخراط في قنوات تفاوض مباشرة، ما دام يُصنَف ارهابياً. ويتطلع الحزب الى طلب رعاية القاهرة لمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل،على غرار دورها في غزة بهدف توفير ضمانات لعدم استهداف قادته والالتزام بالقرار 1701 ومندرجاته، لا سيما تسليم سلاحه الثقيل والمتوسط وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية كجزء من تفاهم مشترك، مقابل الحصول على ضمانات دولية بعدم استهداف قادة الحزب أو مؤسساته في لبنان.
منذ العام 2009 شهدت العلاقات توتراً شديداً بين الطرفين في اعقاب اعتقال مصر لخلية تابعة لحزب الله في سيناء، واتهامه بالتخطيط لهجمات. ولم تنفع محاولات بذلها الحزب في السنوات الماضية لإعادة بناء العلاقة، مع تمنع مصري، حيث اقتصرت اللقاءات على الوزراء في الحكومة اللبنانية وليس قيادات الحزب المباشرة، الى ان زار وفد من الحزب القاهرة وقدم العزاء في وفاة محمد حسنين هيكل عام 2016، بيد ان خطوات الحزب هذه لم تحمل الاعلام المصري على تغيير قناعاته، اذ استمر في توجيه انتقادات للحزب وربطه بجماعة الإخوان المسلمين.
الاداء المصري المُهذّب دفع الحزب الى استمرار تكرار المحاولة، علّه يصيب الهدف، ذلك ان تمنّع اي دولة اخرى عن التوسط لم يترك له مجالاً سوى للإصرار على اعادة الكَرّة، لا سيما بعد خسارته ورقة ايران، ورفض الدولة اللبنانية عبر وزير الخارجية يوسف رجي استقبال نظيره الايراني عباس عرقجي او تلبية دعوته لزيارة طهران ، ودعوته الى الحوار في بلد محايد.
تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان الحزب مضطر للاستعانة بورقة مصر نظرا لثقلها اقليميا ودوليا في وقت تضغط اسرائيل عبر واشنطن وعواصم غربية وعربية لإجراء مفاوضات مباشرة معها، بعدما سمى لبنان السفير سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني داخل لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار، الميكانيزم. وتشير الى ان اسرائيل ستضاعف ضغوطها على لبنان مطلع العام المقبل لفتح باب المفاوضات ، واضعة في المقابل الانسحاب من التلال الخمس اذا تحقق ذلك. ويعتبر الحزب بحسب المصادر ان الغطاء المصري له في هذه المرحلة قد يكون الاكثر افادة لا بل ضروري لتأمين مظلة أمان عربية في ما لو سارت الامور نحو التفاوض، كي لا يخسر في السياسة بعدما باتت مؤكدة خسارته عسكرياً، فهل تلعب مصر الدور وتقبل بالتوسط كما فعلت في غزة مع حماس، ام تترك الكلمة والقرار لواشنطن واجتماع ترامب- نتنياهو الاثنين المقبل؟