المصدر: Kataeb.org
الكاتب: جولي مجدلاني
الاثنين 3 تشرين الثاني 2025 08:47:26
المشهد سوريالي في أحياء ومناطق الضاحية الجنوبية هذه الايام. الزحمة غائبة عن الشوارع والشقق السكنية إما "للبيع" أو "للإيجار" والأمر نفسه ينطبق على المحال التجارية والمصالح الكبيرة التي هجرت المنطقة الى مكانٍ أكثر أمان خشية أن تصبح ممتلكاتهم في خطر.
نزوح جماعي غير معلن ولكن ظاهر وواضح وضوح الشمس، هكذا هو الوضع في الضاحية وشوارعها التي كانت تعجّ بسكانها ما يعكس الهواجس الأمنية التي دفعت الأهالي للسعي للخروج سريعًا.
وقد رُصدت خلال الأسابيع الماضية سيارات وشاحنات تنقل الأثاث والأغراض منزلية من مناطق مثل حارة حريك، برج البراجنة، الغبيري والمريجة باتجاه الحدث، بعبدا، عاليه، والحازمية، خشية اندلاع حرب جديدة خصوصًا مع تصاعد حدة التوترات على الحدود وارتفاع منسوب التهديدات الأمنية الاسرائيلية.
من جهة أخرى، لوحظ الانخفاض الكبير في أسعار الشقق السكنية التي تراجع بعضها الى النصف وحتى أكثر بحسب موقع كل شقة الجغرافي وبحسب خطورة المنطقة والشوارع التي تقع فيها بالتزامن مع ارتفاع كبير في عروض البيع في الآونة الاخيرة بحسب مطلعين.
الهواجس الأمنية التي خلّفتها حرب الاسناد أدت الى تململ داخل بيئة الحزب في الضاحية معقله الاساسي والتي لم تعد كالسابق بعدما أدرك الأهالي أن السلاح لم يحمِ هذه البيئة ولا حتى قادة الحزب وبطبيعة الحال لبنان وأدى الى تدمير القرى.
كل ما تقدم يظهر تحولًا كبيرًا في المزاج الشعبي الشيعي لبيئة حزب الله التي تأكدت أن كل ما حصل لم يعد مبررًا خصوصًا وأنه أتى على حساب أرواحهم وأرزاقهم خدمةً لايران ولولاية لفقيه إضافة الى أنها وجدت نفسها تدفع فاتورة حرب 7 تشرين بينما توقفت الحرب في غزة. ولكن أمام هذا الواقع لدى هذه البيئة فرصة جديّة للتعبير عن رفضها للوضع القائم وكسر احتكار السلاح والتفرّد بالقرار عبر اختيار شخصيات جديدة في الانتخابات النيابية المقبلة يهمها مصلحة اللبنانيين ولبنان فقط لا غير بعيدًا عن أجندات خارجية ومشاريع إقليمية.
وسط كل ذلك، يدرك السكان أن الضاحية تُعدّ هدفًا ثابتًا في أي حرب إسرائيلية مقبلة، والسؤال موجّه للحزب اليوم: بين الولاء لإيران ورفع سقف خطاب الهيمنة والتمرّد على الدولة، أهكذا تكافئ بيئتك؟ أليس الأجدى تسليم السلاح والعودة الى كنف الدولة؟