حنكش: أيّام سايكس بيكو ولّت والكتائب لا يركب الموجة ونحن نرفض أي مقاربة معلّبة من الخارج

أكد النائب الياس حنكش أن الكتائب لم ترفض في أي مرة أي دعوة للحوار، لأن البديل عنه هو التشنج والمشاكل وأحيانا الوصول إلى حرب، موضحًا في حديث عبر لبنان الكبير أن دعوة بكركي هي للصلاة وسنلبّيها وقال: "لربما دعوة البطريرك أتت لأنه يئس من التعاطي في السياسة، ولعلّ الروح القدس يحلّ على المُعرقلين والمعطلين لانتخاب رئيس ونذهب بعد هذه الصلاة بوحي كافٍ لانتخاب الرئيس الأفضل لإنقاذ البلد من الكبوة التي هو فيها".

وأشار إلى أن من قاطع الجلسات هو المعطّل الذي يذهب ويصوّت بورقة بيضاء في الجلسات، مُذكّرًا بأننا صوّتنا للنائب ميشال معوّض في الجلسات التي عقدت وهو المرشح الوحيد الموجود بالاسم، بينما الآخرون يخبّئون خلافاتهم بورقة بيضاء وينسحبون بخبث في الدورة الثانية ليُطيّروا النصاب وهذا التعطيل رأيناه قبل وصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة.

ولفت إلى أنّ حزب الله ليس في صلب القرار، مشيرًا إلى أن الاتفاق السعودي -الإيراني جاء لتحجيم كل الأذرع العسكرية التابعة لإيران.

وعن تحركات راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان أبي نجم وما إذا كانت ستوصل الى حلّ، قال: "خطوة بكركي دقيقة وهي محاولة لجمع الخيارات الرئاسية وليحاولوا الاختيار من سلّة الأسماء، مضيفًا: "لا أعرف مدى إمكانية وصولها الى نتيجة لكنها خطوة بالاتجاه الصحيح لأن الكل لم يعد يستطيع الاتكال على المؤسسات، إذ إن رئيس المجلس لا يدعو إلى جلسات ولكن هنا أنوّه بخطوة النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا لأنهما يقومان بما هو منطقي".

وإذوصف خطوتهما بالمهمة قال: "في الجلسة 11 طلبت البقاء في المجلس إلى حين انتخاب رئيس، لكن بعض الأفرقاء ينتظرون الوحي من هذه الدولة أو تلك، معتبرًا أننا إن أردنا إحداث خرق فيجب التعاطي مع الاستحقاق بأنه لبناني صرف".

وأوضح: "أنا لا أتحدث عن كل الكتل، فالبعض يعلنون جهارة أنهم يعملون وفق أجندات خارجية، بينما نحن اتفقنا في المعارضة على معوّض وصوّتنا له ولم ننتظر اتصالا من هنا أو هناك".

وعن أسلوب المقايضة بين رئيس من 8 آذار ورئيس حكومة من 14 آذار قال حنكش: "أيام سايكس بيكو ولّت وتقاسم المغانم ولّى، ولشعوب المنطقة الحق في تقرير مصيرها، واصفًا المقاربة الفرنسية بأنها تجارية من بلد نعتبره الأم الحنون وبيننا امتداد ثقافي وحضاري".

واكد أننا ضد هذه المقاربة وأن نخيّر بين الاستقرار والشيء الثاني، لأننا سنفضّل الشيء الثاني، فلم نضحِّ من أجل التسويات وعندما دخل الجميع بتسوية العماد عون بقينا خارجها ودفعنا الثمن.

وشدد على ان الكتائب لا يركب الموجة وانا ضد أي مقاربة معلّبة من الخارج فلنا دورنا والناس أعطتنا أغلى ما لديها أي الثقة ولا يمكن التفريط بها لأن دولة معينة طلبت انتخاب فلان.

وعن العلاقة مع التيار الوطني الحر قال: "العلاقة طبيعية مع الجميع".

وشدّد على أننا لا نتحالف مع أحد إلّا على ثوابت ومبادئ".

وأشار إلى ألا شيء جامدًا بالسياسة، أما الاتفاق المبني على مصلحة فلا يدوم وكل ما يبنى على باطل يبقى باطلا.

وسأل: "إذا دعم التيار قانون اللامركزية وعمل بهذا الاتجاه فهل نرفض دعمه؟"

وشدد على أننا لا نحيد عن المواصفات وأهلا وسهلا بكل من يأتي إلى ملعبنا، مضيفًا: "لدينا مواصفات إن كانت تناسب التيار وسينتخب الرئيس المناسب لإنقاذ البلاد فأهلا وسهلا به، فلانتخاب رئيس لا بد من تجميع أصوات في البرلمان، وأردف: "ما من عقدة إن تلاقى أي مكوّن معنا ومن بينهم التيار".

وعن كلام النائب السابق وليد جنبلاط من أن ميشال معوض هو مرشّح تحّدٍ وألم يحن الوقت لإنهاء ترشيحه قال: "لا أوافق على مقولة أنه مرشح تحدٍ وهل هذا يعني أن الاشتراكي كان يصوّت لمرشح تحدٍ؟"

أضاف سائلا: "إن دخلت إلى معركة انتخابية للرئاسة فهل آتي بمرشح من الفريق الآخر أم من فريقي السياسي؟"

واكد انه بالاتفاق مع كل قوى المعارضة ومن بينهم معوض نعتبر أنه يجب خرق المشهد الجامد وهناك تواصل لنتمكن من تجميع أكبر عدد ممكن من الدعم لاسم يمكن التوافق عليه ويأتي بعدد أصوات أكبر.

ولفت الى ان البحث جار عن شخص من فريقنا السياسي ويمكننا أن نرشّحه لنكمل المسار وهناك طروحات عدة، مشيرا الى أننا كنا نتحدث عن صلاح حنين ونعمت افرام وميشال معوض وربما نحمل أحد هذه الأسماء أو نرفع مستوى التوافق إلى مرشح ليس بالضرورة من فريقنا السياسي بل مرشح وسطي يستقطب أصواتا من الفريق الآخر.

وشدد على انه عند الاتفاق على برنامج عمل فإننا نعمل بإطار أوسع من الأسماء لأن الأسماء تدخلنا بكباش، وتابع: "نضع المطلوب من الرئيس والمطلوب منه أن ينتخب ليعالج المشاكل الإشكالية، فلا بد من تحييد سلاح حزب الله، والإنقاذ الإقتصادي لاستعادة ثقة المجتمع الدولي والشعب وأخيرًا إعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي على الخارطة الدبلوماسية".

واشار إلى أن هناك تداولًا بأسماء مُرشّحة لتولّي مهام حاكمية مصرف لبنان، وهناك أسماء أخرى نجحت خارجاً ونتمنّى أن يعودوا ليقودوا مصرف لبنان والمراكز النقدية والمالية الأخرى، وعلى سبيل المثال هناك "سمير عساف" لديه نجاحات ممتازة ويتحلّى بالشفافية والقدرة على القيادة في أحد أهم المصارف العالمية".

وقال: "نصبّ جهدنا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقتٍ ممكن، وحكومة تصريف الأعمال لا يمكنها سوى تصريف الأعمال، وأدعو النواب لفك ارتباطهم بالأجندات الخارجة عن مصلحة الوطن لإعادة الإنتظام إلى المؤسسات".

وفي سياقٍ مُتّصل تابع حنكش: "ارتفع الدولار بشكلٍ غير مسبوق منذ شباط حتّى اليوم ومن الممكن أن يسجّل أرقاماً هستيرية في حال استمرّ الإنهيار على حاله، ولن يُفرمل هذا الإنهيار سوى انتخاب رئيس للجمهورية".

وعن المشاركة في جلسات "تشريع الضرورة" المُبتدعة قال: "الكتائب لن تشارك، وهذا أمر مبدئي منذ السابق، لأنه وفقاً للدستور، يتحوّل مجلس النواب إلى هيئة ناخبة من واجبها ملء فراغ الرئاسة".

أمّا عن الإنتخابات البلدية فتابع: "يمكنهم إجراء الإنتخابات المحلّية من دون العودة إلى مجلس النواب بحيث يمكن تمويلها من أموال السحب الخاصّة (SDR)، ولا يجب أن نتعايش مع الفراغ، لذلك انتخاب الرئيس يُعيد الإنتظام إلى كافّة مؤسسات الدولة، و"رمزية" عدم انتخاب رأس الهرم في الجمهورية اللبنانية هو التعطيل بحدّ ذاته".

وأردف: "ما نسمعه من الناس هو أنهم يريدون رئيساً يحب لبنان ويعمل لمصلحته وهذا حق الناس وللأسف بات تمنّيًا، وشعبنا يستحقّ أي نفحة أمل لأنه بإمكاننا اليوم بناء دولة قانون على قدر طموح اللبنانيين وتطلّعاتهم ".

وفي سياقٍ مُتّصل قال: "الأقرب إلى شخصيتي السياسية هو رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، ودخلت إلى السياسة بفعل محبّتي للبنان، أمّا الرئيس الشيخ أمين الجميّل فهو الرئيس الذي لم يأخذ حقّه ولم ينصفه التاريخ".

وأضاف: "أتمنى الشفاء للوزير السابق سجعان القزي".