حياد لبنان: محاضرة في الصيفي

بدعوة من جهاز الفكر في حزب الكتائب اللبنانية قدمت عضو المكتب السياسي جويل بو عبود محاضرة في بيت الكتائب المركزي في الصيفي بعنوان " حياد لبنان " كانت بإدراة رئيس جهاز الفكر الأستاذ رفيق غانم وامين سر الجهاز الدكتور بسام زلزل وتابعها عشرات الكتائبيين عبر تطبيق "زوم".

المحاضرة استهلت بتقديم لمحة عن موقف حزب الكتائب من الحياد وعن محاولاته لدعم مساره. 
واشارت بو عبود الى ان حزب الكتائب بدأ بطرح الحياد في مؤتمره عام 1959 ثم 1962 وفي كل مؤتمراته اللاحقة، لأنه مطلب ثابت للحزب على مر العهود  فالواقع السياسي والجيوسياسي في المنطقة زادنا قناعة ان لا خلاص للبنان الا من خلال الحياد معتبرة بأن الاعتراض على طرح الحياد عام 75 بحجة سلخه عن محيطه العربي اثبت بطلانه فعدم الحياد ادى الى سلخ لبنان عن كل العالم كما نشهد اليوم.

اقتراح قانون 
بتاريخ 7 ايار 2013 قدم حزب الكتائب اقتراح تعديل دستوري لوضع نظام الحياد في مقدمة الدستور، بحيث تُضاف فقرة جديدة إلى مقدمة الدستور اللبناني على الشكل التالي:  " لبنان ملتزم مبدأ الحياد في جميع الصراعات الإقليمية والدولية."
كما قام حزب الكتائب في تموز 2020 بمحاولة جديدة لتقديم اقتراح قانون لتعديل الدستور وادخال الحياد في مقدمته.

واوردت عبود ملاحظات من شأنها طمأنة جزء كبير من المكوّنات اللبنانية تجاه نظام الحياد وهي ان الحياد الذي نطالب به لا يعني الانعزال أو الاستقالة من الشؤون الخارجية كما لا يعني الضعف أو التخلي عن سيادة لبنان وعدم الدفاع عن النفس أو عدم بناء جيش قوي أو ألّا تأخذ الدولة موقفاً من السياسات الخارجية او ان تكون على الحياد في الصراعات المحقّة.

وبعد تقديم تعريف عن مفهوم الحياد تناولت بو عبود الأسباب الموجبة لاعتماد لبنان الحياد الايجابي الذي من شأنه ان يقيه من النزاعات المستمرة التي يرى نفسه منجراً اليها بسبب موقعه الجغرافي او تعدد التحالفات الخارجية للأفرقاء اللبنانيين وقد دفع نتيجة لذلك اثماناً تفوق قدرته مشيرة الى ان لبنان بفعل دوره المميز طبق تجارب حيادية في اكثر من مناسبة. فالحياد اللبناني الذي بدأ حيادًا طبيعيًّا وعفويًّا، قد أصبح مبدأ مثبتا بموجب الميثاق الوطني لعام 1943، ثمَّ في إعلان بعبدا عام 2012، ولاحقًا في البيان الوزاري عام 2017، مُضحيًا بذلك واقعًا سياسيًّا رسميًّا. 

ومن الخطواتٌ العمليَّة باتِّجاه الحياد الاهتمام بحوارات لبلورة أفكار عمليَّة نحو عودة منظومة سياسيَّة لنظام دولة ، عقد مؤتمر أمن وتعاون شرق أوسطي، بلورة دور لبنان "الإطفائي"، القائم على بناء الجسور، حصر قرار السلطة بيد مؤسَّسات الدولة الشرعيَّة، لكي يكون لبنان قادرًا على بلورة سياسةٍ خارجيَّةٍ متماسكة وعلى بسط سلطته السياديَّة عليها.
إيجاد حلول للأزمة الاقتصاديَّة الحالية للتقليل من نسبة الاعتماد على الجهات الدوليَّة التي قد تؤثِّر على السياسة الخارجيَّة للبنان.

وماهي مصلحة اللبنانيين في الحياد؟ 
هناك أخطار مشتركة قائمة اليوم وخطر شامل مثلا خطر العقوبات التي يتعرض لها حزب الله، خطر الفقر والديموغرافيا، خطر كثافة الهجرة، خطر تفكك الدولة وانعدام دولة الحق وفقدان السيادة، هذه مخاطر مشتركة لكل اللبنانيين بغض النظر عن مسببيها. 
لذلك يجب دعوة اللبنانيين لاستخراج المصلحة المشتركة من الخطر المشترك .
والمصلحة المشتركة هي بالسعي الى حياد قوي يستند الى عناصر الحياد التي تكلمنا عنها منها امكانية ان يكون لبنان نقطة جذب لمؤسسات دولية وجامعات ومستشفيات متميزة والدخول الى منطق المواطنة.