خاص - نظام حديث في المدارس اللبنانية: راقب أولادك عبر هاتفك!

تحتلّ سلامة الأولاد المركز الأول على لائحة هموم الأهل، فلطالما يرفض الوالدان مشاركة أبنائهما في بعض الحفلات والنشاطات خوفا عليهم من أن يصيبهم أي ضرر ولإصرارهما على تعقبهم ومراقبتهم بأنفسهم. الا أن في بعض الظروف، يجد الآباء أنفسهم في حاجة أو ضرورة لإرسال أولادهم إلى أماكن بعيدة عن أنظارهم.

لهذا السبب، طوّر بعض المبرمجين "نظام تعقب التلميذ" أو Student Tracking System وهو نظام مراقبة وابلاغ حديث يهدف الى تحسين استخدام الأولاد للآليات المدرسية عبر متابعتهم من قبل الأهل من جهة والقيّمين على النقل المدرسي من جهة أخرى.

 

يوضح صاحب مؤسسة "InfoTech Holding Group" المهندس إيلي متري في حديث لـKataeb.org أن جهازا الكترونيا خاصا موصولا بخدمة "الإنترنت" يُثبّت في الباص، وعند صعود التلميذ يمرر بطاقة تعرفة خاصة به (تحتوي على معلومات شخصية مثل الاسم والصورة وفئة الدم ورقم الهاتف المخصص لحالات الطوارئ) وذلك من أجل تسجيل دخوله الى الباص، وفي اللحظة ذاتها يصل اشعار "Notification" الى هاتف الوالدين، عبر تطبيق مخصص للنظام، يؤكد دخول الطالب الى الباص."

وكذلك في وقت وصول التلميذ الى المدرسة أي نزوله من الباص، بالاضافة الى أوقات مغادرته المدرسة ووصوله الى المنزل. يقدم هذا النظام للوالدين خاصيّة متابعة الطريق التي يسلكها الباص المدرسي وذلك لمعرفة مكان ابنهم بالتحديد بالاضافة الى مراقبة اداء السائق ومتابعة سرعة المركبة وتعقب آني للطفل عبر كاميرات متمركزة في الباص، حسب ما شرح متري لموقعنا. وأضاف "عبر التطبيق ذاته، يمكن التواصل مع مساعد سائق الباص وابلاغه عن غياب التلميذ في حالات المرض او غيرها، وذلك لعدم اضاعة الوقت في الصباح وانتظار طالب لن يذهب الى المدرسة".

 

هذه الخصائص الفريدة تأتي في إطار نظام التعقب الحديث الذي طورته مؤسسة InfoTech ونتيجة مبادرة فردية تلبية لطلبات المدارس المشتركة. تجدر الإشارة الى أن اشتراك المؤسسات التعليمية في هذه الخدمة المتطورة هو مجاني، انما يدفع الأهل عن الطلاب المشتركين في خدمة النقل المدرسي، مبلغا رمزيا سنويا مقابل مراقبة ومتابعة أولادهم في لحظات تنقلهم على الطرقات.

 

اما بالنسبة للسائق ومساعده، يشير متري الى ان هذا النظام يقدم خدمة التحقق من الحضور والغياب في الباص عبر صفحة خاصة يظهر عليها عدد الأولاد الذين صعدوا الى الباص بالاضافة الى العدد المتبقي في المسار الحالي. ويمكن ابلاغ الاهل عن وصول الباص الى امام المنزل في حال لم يكن التلميذ موجودا في نقطة الانتظار، وفي حال حصل اي طارئ يمكن للناظر ان يبعث رسالة طوارئ للأهل عبر نقرة واحدة".

 

يشدّد متري على أهمية هذا النظام اذ ان "هدفه الأول والأخير هو سلامة الأولاد المرورية وراحة بال الآباء والأمهات وتسهيل وتحسين نوعية النقل المدرسي، بوجود تقنيات الكترونية سهلة المنال الى الجميع". ويلفت الى أن "جميع التفاصيل مدروسة بدقة فلا يمكن للناظر المغادرة الا بعد الضغط عبر بطاقته على "مفتاح المغادرة" في آخر الباص، وذلك بعد اجتياز الممر الوسطي في الباص بهدف التحقق من عدم وجود أي تلميذ والتأكد من أن أحدا لم ينسَ أيّا من أغراضه في الداخل". 

في سياق متصل، يمكن تطبيق هذا النظام على آليات النقل في بعض الشركات حيث يمكن معرفة مكان المركبات آنيا، ومراقبة عمل السائقين والموظفين عبر الكاميرات، وذلك لتحسين أدائهم وتفاديا لمضيعة الوقت على الطرقات، بالاضافة الى امكانية توقيف عمل محرك المركبة في حال تمت سرقتها".

 

من منّا لا يهتم بسلامة أبنائه ومتابعة خطواتهم لحظة بلحظة، فها هي التكنولوجيا تقرع أبواب المدارس اللبنانية وتحقق الحلم!