خشاشو: تغيّر الشكل ولم يتغيّر مضمون الموقف الأميركي من الملف اللبناني

حلّ الصحافي والكاتب السياسي اسكندر خشاشو ضيفاً في محطة سبوتنك حيث تناول الحوار زيارة الموفد الأميركي توم باراك والرد اللبناني حول ملف نزع سلاح حزب الله .

وأوضح أن التغييرات بالأسلوب الأميركي في مقاربة الملف اللبناني جاءت بالشكل وليس بالمضمون وفي هذا الاطار اعتبر أن الموفدة الأميركية اورتاغوس كانت  "فجة"  أما  باراك  فهو أكثر ديبلوماسية وهو من أصول لبنانية ولكن في الواقع "تغيّر الشكل ولم يتغيّر مضمون الموقف الأميركي من الملف اللبناني ".

وأضاف خشاشو:" يمكن القول أن الرد اللبناني ليس ممتازاً وهو مؤلف من 7 صفحات ولا أظن أن براك تمكّن من قراءته قبل التصريح للصحافيين". 

وأوضح أن الرد لم يكن "موحداً" على عكس ما قيل بل أخذ باراك من الرئيس بري وحده رد "حزب الله ". ولفت إلى أن باراك لم يعط فرصة بل على العكس تحدث عن "نفاذ صبر" الرئيس ترامب وأعطى مهلة أسابيع فقط للتفيذ.

وتابع: "ما يهم الأميركي هو الأمن القومي الاسرائيلي و"الاحاديث المرنة غير مطمئنة" والملفات اللبنانية "شائكة" والفرص الصغيرة لن تحلها.

توجه أميركي 
حول ما تريده اسرائيل، أوضح  خشاشو أن المطالب التي سربت هي "تسليم السلاح مقابل الاعمار والاستثمارات" وهذا هدف اسرائيلي ولكن باراك لم يعط اي "ضمانة " في هذا الصدد وهو يقرأ التعقيدات اللبنانية  ويريد انتزاع "وعد" من لبنان قبل الوصول الى "ليونة "اسرائيلية ونحن في لبنان نحاول ان نحسّن موقفنا لكن الأميركي لن يسمح بوضع الشروط من قبل الدولة اللبنانية.

أما بالنسبة للوضع الأمني، فأوضح أن الاسرائيلي لا يهدأ بل يمارس حركة "تصعيد" ويحاول فرض الشروط تحت النار وأمس ضربوا طرابلس وهذه "بروفا" لما قد يكون في انتظارنا .

وأشار خشاشو الى أن لبنان لديه نية لحل الملفات ولكنها ملفات شائكة  والسرعة في محاولة حلها قد تؤدي الى حلول عشوائية وبالتالي الى حرب.
وقال:"علينا أن نميز أن هناك اتفاقا معلنا في ما خصّ الوضع اللبناني مع اسرائيل واتفاقا أخر "جانبي" هو الذي طبق، والعلميات العسكرية زادت ولم يتم أي انسحاب اسرائيلي أي أن الاميركي ينطلق من "اتفاقه هو" ورمي الكرة في الملعب اللبناني يخلق مشكلة وقد يؤدي الى اقتتال داخلي.

أما بالنسبة للاستهدافات الاسرائيلية، فاعتبر خشاشو أن بنك الأهداف أصبح أقل مستوى من السابق ولم تستهدف قيادات وما يقوم به من استهدافات هو لتوجيه الرسائل .

عن إمكانية أن تزيد اسرائيل من التصعيد، قال: "اسرائيل ممكن أن تشن الحرب بأي لحظة و"كمية الاطمنان" في الداخل انخفضت ولكن قد تكون لدينا مهلة أشهر قليلة وإن لم يحدث تقدم سوف تزيد الضربات".

تابع خشاشو :"حزب الله يحاول بناء قدراته ولكنه لن يعود كما كان سابقا  وهو يحتاج 40 سنة للعودة كما كان ولكن يستطيع أن يكون حركة مقاومة فعالة."
 وأوضح أن سقوط النظام في سوريا أقفل البعد الاستراتيجي للحزب يضاف الى ذلك اقفال المطار ولكن الحزب يملك مصانع في الداخل وهو يمكن أن يكون حركة مقاومة ردعية تؤذي في مكان ما .

وعن مطالبة حزبي الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية بتسليم السلاح في أقرب فرصة وفق جدول زمني، أوضح خشاشو أن حصر السلاح بالدولة اللبنانية هو أساس الخطاب الكتائبي الذي يحمّل السلاح مسؤولية ما يجري في لبنان من حروب وتدهور وحاليا الحكومة اللبنانية في وضع لا تحسد عليه وحديث القوات عن إمكانية الخروج من الحكومة يعتبر تصعيدا ولكن ليس هناك حتى الآن قرار بفرط الحكومة، وموقف رئيس القوات يصب ضمن الضغوط على الحكومة لتحديد مهل لنزع السلاح ولكن لا أحد لديه آلية واضحة لذلك.

وأوضح أن الأميركي لا يساعد الرئيس جوزاف عون ولا رئيس الحكومة نواف سلام بل على العكس تم وضع رئيس الجمهورية في الواجهة وذكر خشاشو أن خطاب القسم يحتوي على خطوات قبل نزع السلاح وبالتالي الأميركي يجب أن يعطي دفعة اقتصادية للرئيس قبل مطالبته بنزع السلاح وليس هناك سوى قرض عليه عشرات الشروط ولا توجد مساعدات حقيقية.

 عن علاقة الرئيس بري بحزب الله، قال خشاشو :"بري سلّم ملاحظات حزب الله الى باراك ولا شك أن هناك تباينات بين بري والحزب ولمسنا ذلك في الاعلام ويبدو أن الأمور ليست على ما يرام في بعض الملفات حيث يبدي بري بعض الليونة في ملف السلاح على عكس حزب الله الذي بدأ يتشدد بعض الشيء لتحقيق مكاسب ولكن مع سياسة ترامب ونتنياهو هذا صعب والأمور تتوقف على المفاوضات الاميركية الايرانية التي تذهب بشكل سلبي ولكن يصعب على حزب الله أن يقول "أنا هزمت".