خلف القلق المصري والتحذيرات شروط أميركية قاسية لإنقاذ لبنان

رفعت زيارة وزير خارجية مصر  بدر عبد العاطي للبنان بما تضمنت من رسائل ونصائح، دينامية القوى السياسية في تتبع مسار التعاطي السياسي الرسمي مع ملف سلاح حزب الله المفترض ان يشهد تطورات مهمة عقب انتهاء زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر لبيروت الثلثاء المقبل . ذلك ان الاهتمام المصري الذي تبدّى من خلال اربع زيارات قام بها الوزير المصري للبنان منذ نحو عام  ينصّب على تجنيبه مخاطر وتداعيات عدوان اسرائيلي وشيك عليه، إن لم يتلقف حجم الخطر ويبادر سريعاً في مدة لا تتعدى الاشهر الثلاثة كحد أقصى، الى منع كرة النار من الانفجار. انفجار ستطال شظاياه كل لبنان، ولن يحيّد مؤسساته بحسب ما أبلغ عبد العاطي من التقاهم من مسؤولين سياسيين محدداً نحو 1200 هدف ستوجه تل ابيب صواريخها في اتجاهها.

زيارة الوزير المصري في توقيتها حتّمتها معلومات تبلغتها القاهرة حول جدية اسرائيل في شن حرب على لبنان لن تردعها عنها واشنطن، بعدما بُحّت اصوات موفديها في مجال نصح المسؤولين في السلطة اللبنانية بضرورة الانتقال الى ترجمة القرارات ميدانياً وعدم الاكتفاء بإطلاق مصطلحات لغوية هدفها شراء الوقت لعدم تنفيذ ما وعدوا به، وقد ابلغهم سفير واشنطن في لبنان ميشال عيسى في اول لقاءات عقدها فور وصوله الى بيروت بضرورة وقف المماطلة لأنها لم تعد مقبولة في الادارة الاميركية ووجوب الانتقال الى التطبيق. وتقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان مصر وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بادرت خلال زيارة رئيس المخابرات منذ مدة الى طرح اقتراح- حل رُفض ثنائياً من اسرائيل وحزب الله قضى بإعلان حزب الله عن تسليم سلاحه للجيش جنوب الليطاني ووضعه بإشراف المؤسسة العسكرية وتحت سلطتها شمال الليطاني والتزام عدم شن عمليات ضد اسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل من المواقع التي تحتلها، في انتظار التسوية الشاملة في المنطقة. ولما اصطدم المخرج المُنسق مع ايران بالرفض، وفق المصادر، اوفدت مصر مجددا وزير خارجيتها ليبلغ المسؤولين بخطورة المغامرة وبانطلاق العد العكسي قريباً، إن لم يبادروا الى حل فعلي لسحب السلاح غير الشرعي وحصره بيد الدولة، انطلاقاً مما تضمنه خطاب الرئيس جوزاف عون في عيد الاستقلال.

القلق المصري يكتسب اهميته من كون منبعه أميركي- دولي على ما تفيد المصادر التي تضيف، ان واشنطن حددت خريطة طريق انهاء ازمة لبنان. فإن سلكها تجاوز مرحلة الخطر وانتقل، على غرار سوريا الى حقبة الانخراط في مشروع السلام والتسوية في المنطقة، والا فالمواجهة المفتوحة ستضيّق الخيارات الى حد الانعدام وفوات اوان التقاط فرصة الانقاذ.

المسار هذا له شروطه، وفي مقدمها انتهاء حزب الله عسكرياً تمهيداً للتفاوض مع اسرائيل بالمباشر وليس بالواسطة، كما يعتقد المسؤولون في لبنان، ربط الانقاذ الاقتصادي بإصلاحات الحوكمة لعودة الاستثمارات العربية والخليجية والحكم السيادي من خلال المؤسسات. خلاف ذلك، تختم المصادر، يعني المزيد من الانهيار والتهميش والعزلة الدولية الخانقة وكل ما حذر منه الزوار العرب والاجانب وصولا الى زوال "الدولة الفاشلة".