"داعش" يعلن مقتل زعيمه والبيت الأبيض يرحّب

أعلن تنظيم "داعش"، اليوم الأربعاء، مقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي من دون أن يحدد مكان أو تاريخ مقتله، في تسجيل صوتي نسبه إلى المتحدث باسمه.
 
وقال المتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر في التسجيل الذي نشرته حسابات جهادية إن القرشي "قتل وهو يراغم أعداء الله ويجالدهم فقتل منهم ما شاء الله أن يقتل ثم قتل كما يقتل الرجال في سوح الوغى والنزال". ولم تتضح بالضبط ظروف وفاته.
 
وأعلن تعيين الشيخ أبي الحسين الحسيني القرشي "خليفة للمسلمين" ليكون رابع زعيم لتنظيم "داعش".
 
ولم يقدم المتحدث أي تفاصيل حول الزعيم الجديد لكنه وصفه بأنه من "قدامى المجاهدين"، داعياً عناصر التنظيم المتطرف إلى مبايعته.
 
ومني تنظيم "داعش"، الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق ثم في سوريا. لكن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات وإن محدودة في البلدين خصوصاً ضد القوى الأمنية. كما يتبنى هجمات في دول أخرى حول العالم.
 
وفي السياق، كتب الباحث ومدير تحرير مجلة نيولاينز حسن حسن، وهو مؤلف كتاب عن تنظيم "داعش"، في تغريدة أن الهاشمي قد يكون قتل "بالصدفة في غارة أو قتال من دون أن تكون الجهة التي قتله تعلم من هو" إن كانت الولايات المتحدة أو القوات العراقية أو المقاتلين الأكراد. وأضاف "هذا أمر غير مسبوق لكنه محتمل".
 
ترحيب من البيت الأبيض
إلى ذلك، رحب البيت الأبيض بنبأ مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو الحسن الهاشمي القرشي بحسب ما أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي.
 
وقال كيربي عندما سئل عن أنباء وفاة زعيم التنظيم "نرحب بإعلان أن زعيماً آخر لتنظيم "داعش" لم يعد يمشي على وجه الأرض".
 
هزائم
وفي التاسع من أيلول (سبتمبر)، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن القوات التركية ألقت القبض على "قيادي كبير" في تنظيم "داعش" ملقب بـ"أبو زيد" واسمه الحقيقي بشار خطاب غزال الصميدعي. وذكرت وسائل إعلام تركية في حينه إلى أدلة تشير الى أن الصميدعي قد يكون الهاشمي القرشي. 
 
واعتبر حسن أن التنظيم قد يكون فضّل الاعلان عن مقتل زعيمه عوضاً عن الاعتراف باعتقاله، خصوصاً انه لم يعلن يوماً عن اسمه الحقيقي.
 
وفي العام 2014، حين أعلن التنظيم تأسيس "الخلافة الاسلامية" على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتدّ بين سوريا والعراق، تحكّم عناصره بمصائر سبعة ملايين شخص. بثوا الرعب في مناطق سيطرتهم وفرضوا قواعد متشددة جداً، كقطع الرؤوس وسبي النساء. ونفذوا اعتداءات وحشية حول العالم، قبل أن تتقلّص مساحة سيطرتهم تدريجياً.
 
وبعدما مُني التنظيم بهزيمة أولى في العراق في العام 2017 إثر معارك مع القوات العراقية، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركياً وعلى رأسها المقاتلين الأكراد، في 23 آذار (مارس) 2019 هزيمة التنظيم إثر معارك استمرت بضعة أشهر، حوصر خلالها مقاتلوه من جنسيات مختلفة من أوروبا ودول آسيوية وعربية، والآلاف من أفراد عائلاتهم في الباغوز الحدودية مع العراق.
 
ومنذ إعلان القضاء على "خلافة" تنظيم "داعش" في العام 2019، تلاحق القوات الأميركية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديي التنظيم المتوارين. وتشن بين الحين والآخر غارات وعمليات دهم أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم في سوريا.
 
وقد توجت هزيمة التنظيم بقتل القوات الأميركية لزعيمه الأول أبو بكر البغدادي ليل 26-27  تشرين الأول (أكتوبر) 2019 في عملية عسكرية أميركية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
 
وفي شباط (فبراير) 2022، أعلنت الولايات المتحدة قتل زعيم التنظيم الثاني أبو ابراهيم القرشي أيضاً في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبة النصرة سابقاً) في إدلب السورية.
 
وفي تموز (يوليو)، أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت زعيم تنظيم "داعش" في سوريا ماهر العكال في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية.
 
ويقبع آلاف المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم من جنسيات مختلفة في السجون العراقية كما في سجون القوات الكردية في سوريا.