رسالة إسرائيلية مزدوجة وراء اغتيال الطبطبائي... فهل يردّ الحزب؟

استبقت إسرائيل زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت يوم الثلثاء، لاستكمال وساطة بلاده للتهدئة، فضربت مبنى في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ أشهر، فقضت على الرجل الثاني في "حزب الله" هيثم علي الطبطبائي، وهو شخصية عسكرية محورية في "الحزب"، وكانت قد شملته الولايات المتحدة الاميركية بعقوبات صارمة وخصّصت مكافأة بنحو خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

مصدر سياسي متابع قال لـ "نداء الوطن"، إنّ هذه الضربة تشكل رسالة من إسرائيل إلى "حزب الله" والسلطة اللبنانية على حد سواء، مفادها بأنّها جاهزة للتصعيد في أي مكان وزمان، ولن تقف مكتوفة اليدين أمام محاولة "الحزب" إعادة بناء قدراته العسكرية، كما أنها لن تنتظر طويلًا مراوغة لبنان الرسمي في تنفيذ خطة نزع سلاح "حزب الله"، مشيرًا إلى أنّ هذا الموقف الإسرائيلي يحصل على غطاء من واشنطن التي تتشارك مع تل أبيب وجهة النظر نفسها.

أضاف المصدر نفسه، بأنّ "الحزب"، ورغم اعتباره هذه الضربة خطًّا أحمر، يقف أمام خيارين، إمّا الردّ والمخاطرة بفتح جبهة قتال جديدة قد لا يكون قادرًا عليها، وإمّا التزام الصمت، وهنا قد تغتنم إسرائيل الفرصة لاستكمال تصعيدها الميداني وهي تدرك أنّها لن تقابل بأي ردّ.

وكان الجيش الإسرائيلي قال في بيان، إن الطبطبائي قاد خلال الحرب الأخيرة قسم العمليات في "حزب الله" وترقى في صفوفه، بعد تصفية كبار القادة الآخرين.

وأضاف البيان أنه بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عُين الطبطبائي قائدًا عسكريًا للحزب و"عمل بشكل مكثف على استعادة جاهزيته للحرب مع إسرائيل".

فيما كشف مركز "ألما" للأبحاث الإيرائيلية، أن الطبطبائي نجا من هجمات إسرائيلية أخرى في سوريا وخلال الحرب في لبنان.