المصدر: اللواء
الكاتب: منال زعيتر
الخميس 10 تموز 2025 07:48:16
وفي إطار هذه التطورات، كشف المسؤول، ان هناك عواصم عربية دخلت على خط عرض وساطتها لاستضافة أي حوار بين الحزب وواشنطن، وهناك اتصالات دولية وإقليمية على أعلى المستويات لترتيب فتح باب التفاوض بين الطرفين.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الغاية الأساسية المعلنة من زيارة براك، غير الرسالة التي مررتها واشنطن لحزب الله، كانت لإبلاغ لبنان رسميا، عبر الرئاسات الثلاث، ان واشنطن ترفع يدها عن أي تصعيد إسرائيلي محتمل ضد لبنان في أي مرحلة من مراحل التفاوض، حتى وإن لم يصل إلى مستوى الحرب الشاملة... والأخطر بحسب المصدر، ان براك لمّح بوضوح إلى أن بلاده لم تعد تكتفي بالمطالبة بحلّ حزب الله عسكريا، بل باتت تطالب بانخراط لبنان في مسار تطبيعي مع إسرائيل.
وكشف المصدر ان براك قال بصريح العبارة أمام من التقاهم ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد مساعدة لبنان، ولكننا لا يمكن أن نقدّم أي التزامات أو ضمانات بعدم وقوع عدوان إسرائيلي جديد بمعزل عن طبيعة الرد اللبناني، فالتزام الدولة اللبنانية بحل مسألة السلاح لا يعني بطبيعة الحال توقف إسرائيل عن استهدافاتها لكل ما يهدّد أمنها حسب زعمه، فبين قرار الدولة اللبنانية بحل مسألة السلاح، والتطبيق الفعلي على الأرض، وقت طويل نسبيا على ما يبدو، وخطر سلاح حزب الله حسب توصيفه سيكون ما زال قائما.
أكثر من ذلك، نقل عن براك قوله ان الانتهاكات الإسرائيلية قد تستمر حتى تسليم آخر رصاصة يملكها حزب الله، ما يعني أن لبنان، بنظر واشنطن، بات مسؤولاً بشكل غير مباشر عن أي تصعيد عسكري مقبل، ما دام يرفض معالجة ملف السلاح وفق الاملاءات والشروط الأميركية خلال أشهر معدودة فقط قد لا تتخطى نهاية السنة الجارية.
ليس سرّاً، وفقا للمصدر، إذا قلنا ان الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات، فحتى الآن، الانتهاكات الإسرائيلية ستستمر ما دامت واشنطن وباعتراف مبعوثها لن تمارس أي ضغط على العدو لوقفها، وفي ظل وجود قوى في الداخل تريد «ميني حرب أهلية» وتهدّد بأن واشنطن موافقة على مساندتها، وطالما ان لبنان مكبّل اليدين في انتظار مجريات التفاوض الذي يجريه مع براك...
وبالانتظار، فان ثلاثة عوامل قد تغيّر وجهة الأمور في لبنان، أولها انتهاء ملف الحرب والعدوان على غزة، ثم عودة الأميركيين والإيرانيين الى طاولة المفاوضات، وأخيرا، احتمال جلوس حزب الله وواشنطن على طاولة واحدة للتفاوض سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.