المصدر: المدن
الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025 22:27:56
دخلت مصر اليوم وسيطًا أساسيًّا على خطّ تثبيت الاستقرار في لبنان، مستندةً إلى تجربة غزّة وإمكان البناء على أجواء الاتفاق هناك؛ إذ يجول رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن محمود رشاد على القيادات اللبنانية في بيروتَ ناقلًا خبرتَه في الهدنة التي تمّ التوصّل إليها في غزة.
وأبدى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله الموفدَ المصريَّ في بعبدا ترحيبَه "بأيّ جهدٍ مصريٍّ للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان"، كما وضعَ رشاد مضيفَه في صورة الجهود التي بذلت في غزة، مؤكّدًا "استعدادَ القاهرة للإسهام في إرساء الاستقرار في لبنان".
وشهدَ اللقاء حضورَ المدير العامّ للأمن العامّ اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، حيث جرى بحث الملفات الأمنية والعسكرية والتنسيق بين الدولتين، وسبل الاستفادة من أجواء "اتفاق غزة" و"قمة شرم الشيخ" لتوسيعها بما يشمل لبنان، مع عرضٍ للأوضاع العامة في المنطقة والجنوب خصوصًا، إضافةً إلى مستجدّات غزة. ونقلَ رشاد إلى عون "تحيّات الرئيس المصريّ عبد الفتّاح السيسي"، مجدّدًا "دعمَ مصرَ للبنان واستعدادَها لتثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الاضطراب الأمنيّ فيه". وقد حمّلَه عون "تحيّاته إلى الرئيس السيسي"، وشكرَ "الدعمَ الذي تقدّمه جمهورية مصرَ العربية للبنانَ في المجالات كلّها".
ومن بعبدا إلى عين التينة، التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي اللواءَ رشاد والوفدَ المرافق، ثمّ استقبلَ رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي الكبير مديرَ المخابرات المصرية على رأس وفدٍ أمنيٍّ مصريٍّ، في حضور اللواء حسن شقير والعميد طوني قهوجي. ووفقَ بيانٍ صادرٍ عن السراي، جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة في المنطقة، ولا سيّما في غزة، وسبل تعزيز التنسيق بين لبنانَ ومصرَ في الملفات الأمنية والعسكرية، كما تطرّقَ النقاش إلى إمكان البناء على الأجواء الإيجابية التي أفرزها "اتفاق غزة" و"قمّة شرم الشيخ"، بما يساهم في دعم الاستقرار في لبنانَ وتثبيته، إضافةً إلى متابعة تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرينَ الثاني الماضي.
وأشادَ الرئيس سلام "بالدور المصريّ التاريخيّ في دعم لبنانَ في مختلف المراحل"، مؤكّدًا أنّ "تثبيتَ الأمن والاستقرار في الجنوب يشكّل أولويّةً وطنيّةً تتكامل فيها الجهود اللبنانية مع الدعم العربيّ والدوليّ". من جهته، جدّد اللواء رشاد "وقوفَ مصرَ إلى جانب لبنان"، معربًا عن "استعداد القاهرة لتقديم كلّ ما يلزم للمساعدة في إنهاء التوتّر ودعم المؤسّسات الأمنية اللبنانية".
ويقرأ مراقبون الحراك المصري باعتباره إشارة إلى دخول القاهرة كي تكون لاعباً مباشراً في خط الاتّصالات بين بيروت وتل أبيب عبر قنوات غير معلنة، بهدف اختبار النوايا وضبط الإيقاع العسكري جنوبًا ومنع توسّع الحرب، خصوصًا في ضوء الاتّهامات بتكثيف الاعتداءات الإسرائيليّة داخل العمق اللبناني في الأسابيع الأخيرة. وتضع أوساط سياسيّة هذا التحرّك في خانة "محاولة تدويل التهدئة عبر رعاية عربيّة"، بحيث لا يبقى الملفّ محصورًا بالوسطاء الغربيين وحدهم؛ بل يرفَد بغطاء مصري عربي ـ أمني يلقى قبولًا علنيًّا من الرئاسات اللبنانيّة.