المصدر: جنوبية
الثلاثاء 19 نيسان 2022 21:58:36
من الآن وصاعدا على اللبنانيين أن يتحضروا نفسيا، لخبر رفع الدعم عن الخبز، وأن dصبح ثمن الربطة التي يشترونها اليوم ب12 ألف ليرة، ما يقارب ال30 ألف ليرة. هذا الكلام ليس من باب التهويل أو الافتراء على الطبقة السياسية (التي تخطط لهذا الامر منذ فترة على أن يجري تنفيذه بعد الانتخابات النيابية)، بل هذا ما تدل عليه الوقائع والتطورات التي تحصل في ملف الخبز، والتي تشي بأن الازمات المتلاحقة والمفتعلة لإنقطاعه، وإصطفاف المواطنين بالطوابير أمام الافران للحصول على ربطة خبز، و بأن شيئا ما يُحضر للبنانيين، على أن يجري "تبليعهم" إياه شيئا فشيئا، على غرار ما حصل في ملف المحروقات، خوفا من ردة فعل كبيرة من قبل المواطنين.
إذا رفع الدعم عن الخبز "على النار"، إلى أن "يستوي" المواطن وهو يناشد المسؤولين إيجاد الحل "مهما كان الثمن"، وآخر مشاهد هذا السيناريو ظهر اليوم بعد إقفال بوابة مطاحن الجنوب الكبرى- سبلين بالشمع الاحمر، وهي تغذي افران الجنوب وجزء من أفران الضاحية الجنوبية والبقاع والشمال، وهذا ما أدى إلى توقف عدد كبير من الافران عن الانتاج اليوم. علما أن المراقبين يضعون ما يحصل ضمن إطار الكباش الدائر بين المطاحن والدولة، خصوصا أن الطحين المخزّن بعشرات الاطنان، وما إقفال بعض المطاحن إلا رسالة سياسية عن رفع الدعم عن الطحين.
وسط هذا التخبط هناك صمت تام من قبل وزارة الإقتصاد التي حاولت "جنوبية" الاتصال بمدير عام الوزارة محمد أبي حيدر ومدير عام مكتب الشمندر السكري جرجي برباري لإستطلاع آخر التطورات حول هذه الازمة، لكنهما خارج السمع.
في المقابل أوضح نقيب أصحاب الافران علي إبراهيم لـ"جنوبية" أن أزمة مطاحن الجنوب الكبرى – سبلين في طريقها إلى الحل، ومن المفروض أن تعاود نشاطها خلال ليل الثلاثاء – الاربعاء كي يتم توزيع الطحين غدا وهذا ما تبلغه أصحاب الافران في الجنوب والضاحية الجنوبية، لافتا إلى أنه "لا رفع للأسعار طالما الدعم على الطحين موجود إلا إذا تم رفعه خلال الاشهر المقبلة"، معربا عن إعتقاده أن الازمات المفتعلة حينا لجهة عدم فتح إعتمادات في مصرف لبنان وحينا من قبل المطاحن، كل هذه إشارات على أن رفع الدعم واقع لا محالة على غرار ما حصل في ملف المحروقات، ويشير إلى أن كمية القمح المستورد ليست كافية للأفران، كل ذلك يعني أنه سيتم رفع الدعم والمسألة هي مسألة وقت فقط.
على ضفة الخبراء الاقتصاديين يرى الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"جنوبية" "أننا ذاهبون إلى رفع الدعم عن كل أنواع الطحين ما عدا الذي يستعمل لصناعة الخبز الابيض"، لافتا إلى أن المختصين في صناعة الخبز يقولون أن الدولة تدعم ثلاثة أنواع من الطحين، الاول الذي يستعمل لصناعة الرغيف الابيض والانواع الثانية والثالثة تستعمل لصناعة "الباغيت" والحلويات على أنواعها.
ويشدد على أنه من الضروري إبقاء الدعم على صناعة الرغيف الابيض، لأنه لقمة الفقير ولا يمكن الاستغناء عنه، في حين أنه يمكن الاستغناء عن دعم الانواع الأخرى من الطحين ولا يهم توقيت رفع الدعم إذا تعاملنا مع هذا الموضوع بطريقة علمية وتحفظ كرامة الفقير.
ويختم:"برأيي كلما خفضنا من الدعم على المواد غير المستحقة، كلما كان ذلك أفضل لأن أموال الدعم هي أموال المودعين، ولا أعتقد أن ردة فعل الناس ستكون قاسية على هذا التدبير".