"زحف سياحي" و"مطار مزدحم".. توقعات بمليوني وافد هذا العام!

عندما تقف في حرم مطار بيروت الدولي، تدخل الفرحة الى قلبك،  حيث مشهد الازدحام من قبل الوافدين والمغادرين ووفق آخر احصاء لحركة المسافرين عبر المطار سُجِل ارتفاع بنسبة 22 في المئة في حزيران و24 في المئة في النصف الأول من 2023.

وبدت حركة المسافرين عبر مطار بيروت الدولي ناشطة جداً خلال شهر حزيران الفائت، وتميزت بتسجيل الرقم الأعلى منذ مطلع العام الحالي، لا بل يمكن القول انها من بين الأعلى منذ سنوات. اذ ارتفعت بنــسبة فاقت 22 في المئة عن حزيران 2022 وبلغ مجموع الركاب 708 آلاف و 970 راكباً مقــابل 580 ألفاً و 787 راكباً في حزيران العام الماضي،  حــيث ارتفع عــدد الوافدين الى لبنان بنسبة فاقت 25 في المئة مسجلاً 427 ألفاً و 854 وافداً.

وفي هذا الاطار، اعتبر المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، في حديث "للديار":

"ان الازدحام ليس ظاهرة سيئة بل على العكس هو دليل خير وعافية وكل مطارات العالم تشهد ازدحاماً في موسم الذروة بسبب ارتفاع حركة الركاب واعداد الوافدين ، التي تنعكس بطبيعة الحال على مردود الدولة سيما في بلد كلبنان يعاني من أزمة اقتصادية صعبة".

وبالنسبة للاجراءات المتبعة في مطار بيروت الدولي قال الحسن: "التسهيلات التي نقدمها بالتنسيق مع مختلف الاجهزة العاملة والشركات في المطار ان كان بالنسبة للركاب الوافدين او الركاب المغادرين أدت الى استمرارية التشغيل 24 على 24 ، بالرغم من الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي يعاني منها البلد".

ورداً على سؤال كشف الحسن ان عدد الطائرات التي تهبط في المطار لا يقل عن مئة طائرة يومياً، كما تغادر مئة طائرة يومياً ايضاً، اما بالنسبة لمعدل الركاب الذين يصلون الى لبنان يومياً فهو لا يقل عن 16 ألف وافد ، اما أرقام المغادرة فهي أقل لكنها بدأت منذ الأحد الماضي بالارتفاع، موضحاً ان المغادرين قسمان الأول من المغتربين والسياح الذين أتوا الى لبنان ثم غادروا والقسم الثاني وهو الجزء الاكبر من المغادرين لأغراض سياحية.

ولفت الحسن إلى أن الحركة في المطار تكون قوية جداً بالاتجاهين أي الوصول والمغادرة في موسم الذروة في شهري تموز و آب وتبدأ بالتراجع في شهر ايلول حيث ترتفع حركة المغادرة وتنخفض حركة الوصول مشيراً الى أن حركة الوصول اكبر بكثير من حركة المغادرة منذ حزيران الماضي حتى الآن.

ولفت الحسن خلال شهر حزيران الماضي وصل عدد الوافدين الى 430 ألف وافد توقع ان يكون العدد خلال تموز الحالي اكبر بشكل كبير.

وبالنسبة لعدد الوافدين خلال موسم الصيف هذا العام قال الحسن. كنا توقعنا قبل بدء شهر حزيران الماضي أن يكون عدد القادمين الى لبنان خلال ثلاثة اشهر الصيف بين مليون و مئتي ألف و مليون و أربع مئة ألف لكننا شهدنا خلال شهر حزيران الماضي فقط وصول 430 ألفا و من المتوقع أن يرتفع هذا العدد خلال شهري تموز وآب وبالتالي سيصل عدد الوافدين خلال موسم الصيف بين مليون و800 ألف ومليوني وافد.

كما كشف عن أن أغلبية الوافدين هم من المغتربين اللبنانيين الذين يعملون في الخارج يليهم، العراقيون الذين يأتون إلى لبنان لأغراض استشفائية وسياحية وفي المركز الثالث يقول الحسن تأتي السياحة الأجنبية والأوروبية التي بدأنا نشهدها منذ بداية الأزمة وفي المركز الرابع هم ( متفرقات) يأتون من كندا وأميركا وغيرهما.

أما بالنسبة للوافدين من دول الخليج فكشف عن ان العدد خجول جداً متمنياً ان يرتفع هذا العدد ويعود الخليجيون الى لبنان كما كانوا سابقاً عنصرا أساسيا في السياحة اللبنانية.

ورداً على سؤال، حول عدم انعكاس الاوضاع الاقتصادية والتشنجات السياسية في لبنان وعدم انتخاب رئيس الجمهورية حتى الآن، أكد أن المطار بعيد عن السياسة والدليل هذه الحركة الكبيرة التي نشهدها والتي تؤكد على محبة المغتربين لبلدهم ورغبة السياح في قضاء أحلى الأوقات في لبنان المميز سياحياً والمعروف بجمال طبيعته وبالاماكن الجميلة الموجودة فيه.

وحول توقعاته ا للارباح التى سيدرها المطار على خزينة الدولة، قال الحسن: "على صعيد الاستثمارات كل الاستثمارات أُبرمت بالدولار الفريش حيث تم تلزيم المطاعم والكافيتريات الذين باشروا الاستثمار الذي يبلغ بين 4 مليون و4 مليون ونصف دولار،  خلال السنة بعدما كان في السابق حوالى 3 مليار و600مليون سنوياً. اما بالنسبة للسوق الحرة فاصبحت تدخل الى الخزينة ما يناهز ال 60 و 70 مليون دولار سنوياً كما اننا بانتظار مزايدات جديدة بصدد التحضير لها.

هذا إضافةً إلى الأموال التي تستفيد منها الخزينة والناتجة من إنفاق الوافدين الى لبنان مشيراً الى أن الأرقام التي نشهدها هذا العام هي شبيهة بالأرقام التي كنا نشهدها قبل بدء الأزمة في العام 2019 مؤكداً انها ارتفعت عن السنة الماضية بما لا يقل عن 25 و 30%".

وردا على سؤال حول المشاكل والتحديات التي تواجههم في المطار أشار الحسن في العام الماضي كنا نعاني من مشكلتين أساسيتين.

الأولى هي أزمة الكهرباء حيث كنا نشــهد انقطاعاً مســتمراً للتيار الكهربائي مع عدم وجود مولد لتوليد الطاقة ولتشــغيل المكيفات اما هذه السنة فانقطاع التيار الكهربائي قليل كاشفاً عن تقديم مولد كهبة لوزارة الأشغال والمديرية العامة للطيران المدني حيث سيتم تشغيله في اواخر الشهر الحالي وهو كفيل كحل بديل لتشغيل المكيفات في المطار.

كما اشار الى مشكلة أخرى متعلقة بالمغادرين وهو موضوع الحقائب التي كان يعاني منها المسافرون اما هذه السنة استناداً الى التعاون الذي حصل بين الطيران المدني اللبناني والشرطة الفيدرالية الالمانية فتم تركيب أجهزة جديدة للكشف على حقائب الركاب المغادرين وهذا الأمر أدى الى تسريع وتيرة التفتيش مؤكداً على أن المشاكل اصبحت محدودة وأقل من السابق بشكل كبير بالرغم من ان اعداد الركاب اكثر.

وختم شاكراً كل العاملين في المطار، من اجهزة امنية ومدنية وشركات في تقديم الخدمة على مدار الساعة من اجل استمرار العمل في المطار، مطالباً السياسيين اخذ العبرة من المطار متمنياً ان تنعكس هذه الايجابية الموجودة على البلد ككل مشيراً انه في ظل الركود الاقتصادي الذي يشهده لبنان السياحة تنعش هذا الاقتصاد من خلال الوافدين المنتشرين في كل المناطق اللبنانية.