سرطان البروستاتا... التشخيص المبكر يعزّز إمكانية الشفاء

لا تزال حملات التوعية على سرطان البروستاتا خجولة في لبنان وتقتصر على مبادرات فردية تقوم بها بعض المستشفيات. لتسليط الضوء على هذا المرض، أقام قسم امراض الدم والاورام في مستشفى اوتيل ديو الجامعي مؤتمراً صحافياً عبر تطبيق زوم حول كيفية تشخيص سرطان البروستاتا وسبل الوقاية منه وعلاجاته.

سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال، لكنه ليس الأكثر تسببا للوفاة، كونه ينمو عادة ببطء. يظهر غالباً بعد سن الخمسين وتزداد نسبة ظهوره مع التقدم بالعمر. تشير الأرقام العالمية أن رجلا واحدا من أصل سبعة رجال معرض للإصابة بسرطان البروستاتا خلال حياته. في البداية، يقتصر هذا الورم على غدة البروستاتا وقد لا تنتج عنه أي أعراض. من هنا أهمية إكتشافه في مراحله الأولى، لأن فرص العلاج تكون أفضل. في مراحله المتقدمة، قد يؤدي سرطان البروستاتا الى مشكلات في التبول وألم في العظام. أسباب سرطان البروستاتا غير واضحة. إلا أن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة به وأهمها التقدم بالعمر والتاريخ العائلي.

لتشخيص سرطان البروستاتا يطلب الأخصائيون اختبار مستضد البروستاتا النوعي او PSA (فحص دم) وفحص المستقيم الرقمي أو «فحص الاصبع» الذي يجريه أخصائي المسالك البولية. يؤكد الدكتور جوزف قطان، رئيس قسم أمراض الدم والاورام في مستشفى اوتيل ديو الجامعي ان «هذين الفحصين اساسيان لتشخيص سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة». ويتابع : «ننصح باجرائهما بدءاً من سن الخمسين، مرة كل عام، وبدءاً من سن الخامسة والأربعين عند جود عدة حالات من سرطان البروستاتا التي ظهرت في العائلة في عمر مبكّر، أي ما بين الخمسين والستين. في حال كشف أي من هذين الاختبارين أي خلل بالبروستاتا، يطلب الطبيب المعالج المزيد من الاختبارات للتأكد من الإصابة بالسرطان.» هذه الاختبارات تشمل التصوير فوق الصوتي او ultrasound أو زرع عينة من نسيج البروستاتا أو التصوير بالرنين المغناطيسي المدمج.

إذا تمّ شخيص الورم، يلجأ الأطباء الى مقياس غليسون لتحديد مدى عدوانية الخلايا السرطانية. «إذا كانت درجة الغليسون ما دون ٧، تكون درجة الورم منخفضة الأمر الذي لا يتطلب في غالبية الأحيان أي علاج. يشرح الدكتور قطان: « في هذه الحالة، نوصي بالمراقبة المستمرة خاصة وأن السرطان لا يزال موضعياً. ومن الممكن ألا ينجم عنه أية أعراض وقد يستمر نموه عدة أعوام. أما اذا كانت درجة الغليسون مرتفعة أي تزيد عن ٧، فإننا قد نلجأ بحسب الحالة إلى الجراحة أو العلاج بالأشعة أو العلاج بالهرمونات أوالعلاج الكيميائي.»

ويؤكد الدكتور قطان أن العلاجات المتوفرة حتى الآن، خاصة العلاجات الهرمونية من الجيل الثاني، توفر للمريض نوعية حياة جيدة. ويختم بالقول أنه في غالبية الأحيان يتوفى المريض من أمراض أخرى كأمراض القلب والشرايين.