سعادة: هناك من أراد استعمال طرابلس صندوق بريد لتوجيه رسائل للمعارضة

لفت النائب السابق سامر سعادة إلى سعي البعض لتحويل طرابلس صندوق بريد، شاجبًا الاعتداء على إقليم طرابلس الكتائبي مساء أمس، وقال: "لقد حاولوا دومًا تشويه صورة الفيحاء، لكنّ الثورة دحضت كل الاتهامات وأكدت التضامن الطرابلسي"، وأضاف: "الانتفاضة في ساحة النور أكدت أن طرابلس مدينة مُنفتحة على ذاتها وعلى المجتمع اللبناني".

وشدّد سعادة على أن إقليم طرابلس الكتائبي ليس وليد البارحة فالكتائب موجودة في المدينة منذ ما قبل الحرب.

ورأى أنّ الهدف ممّا حصل أمس هو استعمال طرابلس صندوق بريد لتوجيه رسائل للمعارضة بعد الاستفزازات التي رافقت عملية تصويت السوريين في انتخابات الرئاسة السورية.

وشدّد سعادة على أن عروس الشمال بريئة مما جرى أمس، نافيًا علاقة أبناء المدينة باستهداف إقليم الكتائب، لافتا إلى اتصالات الاستنكار والإدانة من أبناء طرابلس وقياداتها، ومُثمّنًا وضع الكل أنفسهم بتصرف الكتائبيين ورفضهم ما حصل.

وقال سعادة: "حتى القيادات الطرابلسية التي نحن على خصومة معها استنكرت الحادثة".

واعتبر أنّ ما جرى هو ردة فعل من قبل من أراد أن يوجّه رسالة ويجر المدينة الى أزمة هي بالغنى عنها.

وعن إمكانية كشف الفاعلين قال: "لدينا ثقة بالقضاء اللبناني، ولم نتهم أحدًا لأنّ المسألة بعهدة القضاء والأجهزة الأمنية التي عليها جلب الفاعلين إلى القضاء لتتم محاسبتهم وتحقيق العدالة".

وردًا على سؤال قال: "للأسف يجروننا الى بلد "كل مين إيدو الو"، مُنبّهًا إلى أن مثل هذه الأفعال قد تدفع من بقي صامدًا إلى الهجرة من البلد".

سعادة وفي حديث ضمن برنامج "حوار أونلاين" عبر صوت لبنان وصف لبنان بأنه سفينة بلا قبطان تتقاذفها الأزمات والمصاعب، مؤكدًا أنه من غير المقبول أن يكون البلد متروكا للعناية الالهية، لذلك طالبنا منذ اليوم الاول بانتخابات نيابية مبكرة لمحاسبة المسؤولين المُهتمين بمصالحهم الخاصة وبالمحاصصة.

وأكد سعادة أن ما حصل أمس من قبل السوريين غير مقبول ومستفز، مشيرًا إلى أننا نعرف نتيجة الانتخابات السورية سلفًا ولم تكن تحتاج الى كل هذا الاستعراض.

وردًا على سؤال أوضح أن الانتخابات على الأراضي اللبنانية ليست حقًا مطلقًا، فألمانيا وتركيا لم تسمحا للسوريين بالانتخاب.

وأسف لغياب المسؤولين في لبنان، مُعتبرًا أن البلد متروك للعناية الإلهية، وقال: "لا أحد يحترم اللبناني ويُكلّف نفسه عناء شرح ما يحصل وكيفية الخروج من الانهيار الحاصل وما هو طريق الخلاص".

وعن الانتخابات النيابية قال: "الكتائب ستخوض الانتخابات مع قوى المعارضة والقوى التي تُشبهنا والمُنتفضة على كل السلطة".

 وأوضح ردًا على سؤال أنّه من المُبكر الحديث عن اللوائح، لكن من المؤكد أننا سنخوض الانتخابات إلّا أنّ القرار يعود للمكتب السياسي الكتائبي في إعلان الأسماء واللوائح.

واعتبر سعادة أن السلطة الحالية أتت بعد انتخابات باع السياسيون قبيل إجرائها اللبنانيين أوهامًا، لكنّ الواقع اصطدم بالأوهام، آملاً أن يكون اللبنانيون اقتنعوا بما حذّرنا منه منذ 5 سنوات.

وشدد على أن مدخل التغيير يبدأ بالانتخابات النيابية لإعادة انبثاق السلطة ولوضع البلد على المسار الصحيح، ولكن طالما أن السلطة تعمل بمنطق المحاصصة لتحصيل ما تبقى من البلد المنهار فلن نصل إلى حل.

ونبّه إلى أنه إن استمرّ اللبنانيون بانتخاب ممثلين عنهم يكون ولاؤهم لآخرين في سوريا وإيران وغيرها من الدول فلن نصل الى بلد، من هنا لا بد من انتخاب نواب يعترفون بسيادة البلد وكرامته.

ولفت إلى أن السلطة هجّرت قسمًا كبيرًا من اللبنانيين، وقسم آخر يسعى للهجرة من هنا نعوّل على القوى التغييرية لإحداث التغيير وصمود من بقي من اللبنانيين في لبنان.

وكرر التأكيد أن مفتاح التغيير هو الانتخابات النيابية، معتبرًا أنه إن لم يذهب الناس بنَفَس تغييري فلن يحصل التغيير.

واعتبر أن المشكلة في لبنان تتمثل بغياب ثقافة المحاسبة، فالبعض يذهب إلى الانتخابات النيابية وكأنّه ذاهب إلى مباراة في كرة القدم، في حين أنه لا بد من الذهاب إلى الانتخابات بأنانية والتفكير بمصلحة البلد فمفتاح التغيير هو الانتخابات.

وذكّر بأنهم اتهمونا بالشعبوية وبإخافة الناس التي وللأسف صدّقت الوعود بآلاف الوظائف والميترو والغاز، بينما اللبناني اليوم لا يمكنه إطعام ابنه كيلو لحمة.

ولفت إلى أنه تأخير سنوات عاد البعض إلى  ما كنا نطالب به وهو أنّ الحل في الانتخابات النيابية لأنها مفتاح التغيير.

وعن الانهيار الاقتصادي أشار إلى أن المصارف أخذت أموال المودعين رهينة ومصرف لبنان لا يشرح للناس مستقبل ودائعهم وجنى عمرهم، وكل ما نسمعه هو الحصص والثلث المعطل ومن سيحصل على وزارتي العدل والداخلية ولا أحد يشرح للمواطن اللبناني كيفية الخروج من الأزمة.

وتطرق إلى مسألة الدعم والتهريب موضحا أن السلطة دعمت المحروقات فرأيناها تُهرّب الى سوريا ودعمت بعض السلع الغذائية فوجدناها تُباع في دول أجنبية، معربًا عن أسفه لأن أموال اللبنانيين تُستنزف لغايات معينة وأردف: "قريبًا سنسمع بفضائح عن تجّار جنوا ثروات من الدعم". 

وأبدى أسفه لأنّ اللبناني أصبح يستجدي المغتربين ويشحذ الدواء، معتبرًا انه لا يمكن للمسؤولون إنكار تحملهم مسؤولية ما يجري والذي يعود إلى اهتمامهم بمصالحهم الشخصية.