سلامة يخضع لست ساعات استجواب.. وجلسة ثانية الجمعة

قرّر حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، المثول أمام القضاء الأوروبي، بعدما انتهت جميع "الحجج القانونية" التي حاول تقديمها لقاضي التحقيق الأول، شربل أبو سمرا في محاولة للتملّص من الحضور.

استعان سلامة للوصول إلى قصر العدل بحماية أمنية مشددة. وتولّت مجموعة من عناصر أمن الدولة حمايته الشخصية، وسهّلت دخوله إلى القصر وخروجه منه، فلم تُعرف المصاعد أو الطُرق التي سلكها للخروج من قصر العدل.

بدأت الجلسة عند العاشرة والنصف صباحاً، ودخل سلامة إلى قاعة الاستجواب برفقة عناصر أمن الدولة، وبثقة عالية وثباتٍ واضح، حيث أفادت المصادر أنه لم يكن بحاجة لأي محام للدخول معه إلى قاعة الاستجواب، على اعتبار أنه "مُتأكد من براءته"، ودخل وحده إلى القاعة. في حين نفت مصادر أخرى هذه المعلومة، وأفادت أنه دخل إلى القاعة برفقة خمسة أشخاص قيل أنهم الوكلاء القانونيون. وللتأكد من هذه التفاصيل، تواصلت "المدن" مع مصدر قضائي متابع لجلسة الاستجواب، فأكد أن سلامة حضر إلى قصر العدل من دون أي وكيل قانوني.

قطعة حلوى وقهوة وسيجار

دامت الجلسة حوالى 6 ساعات متواصلة وانتهت عند الرابعة والنصف بعد الظهر تقريباً، وأشارت مصادر متابعة لـ"المدن" إلى أن سلامة "كان مرتاحاً جداً اليوم، وظهرت ملامح الراحة والطمأنينة على وجهه، وخرج مرتين من القاعة للاستراحة، تناول في الأولى قطعة من الحلوى وشرب القهوة، وفي الثانية خرج لتدخين السيجار".

وفي التفاصيل التي حصلت عليها "المدن" عن جلسة الاستجواب، أكد مصدر قضائي لـ"المدن" أن سلامة "كان متعاوناً جداً مع القضاء الأوروبي، فطُرح عليه 100 سؤال وأجاب على جميعها من دون تردّد".

وتابع المصدر القضائي لـ"المدن": "حدد القاضي شربل أبو سمرا جلسة أخرى لسلامة بسبب حاجة الوفود الأوروبية للمزيد من الوقت لطرح أسئلة أخرى، والحصول على تفاصيل أكثر، وسيتم طرح 100 سؤال آخر، وحُددت الجلسة يوم غد الجمعة في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً".

وفي السياق نفسه، أكد مرجع قضائي لـ"المدن"، أن الوفود الأوروبية ستغادر بيروت في الثامن عشر من آذار الجاري، ولن تُمدد زيارتها إلى بيروت. ولكن القاضي أبو سمرا سيعين موعداً رسمياً آخر لاستجواب شقيق رياض سلامة، رجا سلامة، ومساعدته ماريان الحويّك، بسبب حاجة القضاة الأوروبيين للاستماع إليهما أيضاً".

صوت امرأة

المصادر القضائية أكدت أن أجواء الجلسة كانت هادئة، "وظهر تعاون لافت لسلامة مع القضاء الأوروبي، من خلال إجابته على جميع الأسئلة المطروحة وتقديمه الاستفسارات اللازمة"، إلا أنه وحسب المعلومات التي حصلت عليها "المدن"، فإن الأجواء لم تكن هادئة كثيراً إذ "سُمع صوت صراخ داخل القاعة ولم تُعرف أسبابه". في حين جرى تداول بعض المعلومات أن هذا الصوت يعود لإمرأة داخل قاعة الاستجواب، ولم يُعرف أي تفاصيل عنها أوعن هويتها.

داخل قصر العدل، قامت الأجهزة الأمنية بإجراءات أمنية مشددة، فمُنع اقتراب الصحافيين المعتمدين في قصر العدل من قاعة الاستجواب بشكل نهائي. وكانت الجلسة سرية جداً. وعند الرابعة والنصف تقريباً أُخرج سلامة والوفود الأوروبية من جهات مجهولة، بهدف تلافي الالتقاء مع الصحافيين. 

أسئلة أخرى ستُطرح على سلامة يوم غد، وعلى شقيقه ومساعدته في وقت لاحق، ولن تظهر أجواء هذه الجلسات إلى حين إصدار الوفود الأوروبية قراراتها الأخيرة.