المصدر: المدن
السبت 5 آب 2023 18:26:27
أثارت عبارة "بشخطة قلم"، التي قالها وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام في سياق مناشدته الكويت إعادة بناء اهراءات القمح في بيروت، موجة استياء واسعة في الكويت ، اضطر معها سلام إلى عقد مؤتمر صحافيّ اليوم، شارحاً فيه أنّ عبارة "بشخطة قلم تُستخدم في لبنان للدلالة على أنّ الأمر قابل للتنفيذ بسرعة"، مؤكّداً أنّه "لم يكن يقصد منها الإساءة أو تجاوز الأصول والآليّات الدستوريّة والقانونيّة الكويتيّة واللبنانيّة".
وتمنى سلام من "البرلمان الكويتي ان يقبل هذا التوضيح"، مشيرا الى انه كان "مرتاح الضمير في طلبي لانني اناشد بلدا شقيقا لطالما وقف الى جانب لبنان، وانا مدرك للمخاطر المحدقة بالأمن الغذائي خصوصا ان البنك الدولي صنف لبنان الاكثر خطورة في تحديات الأمن الغذائي لانه لا يملك مخزونا استراتيجيا".
وتدخل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ليؤكد من جهته "عمق العلاقة بين الدولتَين والشعبَين الشقيقَين، ومتانتها، والتي لن تشوبها شائبة"، مشيراً إلى أنّ "الكويت لم تتوانَ، ضمن الأصول، عن مدّ يد العون لإخوانها في لبنان على مرّ العقود".
وشدّد ميقاتي على "احترام لبنان مبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول كافة"، خصوصاً "إذ تعلّق الأمر بدولة الكويت التي تخضع آلية اتخاذ القرار فيها لضوابط دستورية وقانونية ومؤسساتية تعكس حضارة سياسية عميقة ومتجذرة في المجتمع الكويتي".
استياء كويتي
وأعرب وزير خارجية الكويت الشيخ سالم الصباح عن استنكار الكويت واستغرابها الشديدين لتصريح وزير الاقتصاد اللبناني، واصفا إياه بأنه "يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ويعكس فهماً قاصراً لطبيعة اتخاذ القرارات في دولة الكويت، والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة دولة الكويت للدول الشقيقة والصديقة". وحضّ سلام على سحب التصريح، "حرصاً على العلاقات الثنائيّة الطيّبة القائمة بين البلدين الشقيقين"، وأكّد أنّ "دولة الكويت ترفض رفضاً قاطعاً أي تدخل في قراراتها وشؤونها الداخلية".
وكان سلام قد كشف في حديث لـ"سبوتنيك" أنّه راسل منذ ثلاثة أسابيع أمير الكويت نواف الأحمد الصباح، طالباً "باسم الشعب اللبنانيّ" بإعادة بناء صوامع القمح "حفاظاً على الأمن الغذائيّ"، قائلاً إنّ "القرار ببناء الأهراء يُمكن أن يُتَّخذ بشخطة قلم".
حديث سلام لاقى صدًى سلبيّاً في الكويت، فسجل كثيرون اعتراضهم على هذا الكلام من بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الكويتي عبد الله المضف الذي اكّد أنّ "الكويت بلد مؤسسات، وأموال الشعب الكويتيّ لا يُدار بجرّة قلم أو باتصال هاتفي".
وانتقد عدد من النواب في مجلس الامة كلام سلام مطالبين بتوضيحات، واعتبره بعضهم مناسبة لطرح "تشريع قانوني يتطلب موافقة مجلس الأمة في المنح" كما قال النائب جراح الفوزان مؤكداً انه سوف يوجّه "يوم الأحد أسئلة برلمانية عن صندوق التنمية وعن التمويل وتصريحات الوزير".