شارات المسلسلات قصة عرض وطلب تروج في موسم رمضان

تلعب شارات المسلسلات التي تعرض في موسم رمضان من كل عام، دورا أساسيا في جذب مشاهدي هذه الأعمال على اختلافهم. فهي تشكل لهم أحيانا كثيرة محطة فنية لا تنسى.
ومنذ أعوام قليلة أخذت شارات أعمال الدراما تحتل حيزا لا يستهان به على الساحة الفنية. وصار التنافس على غنائها من قبل نجوم معروفين، يشكل سوقا بحد ذاته، يشبه إلى حد كبير سوق الحفلات الغنائية. ومع غياب هذه الأخيرة في زمن الوباء، تحتل شارات أعمال الدراما مساحة لا يستهان بها من أجندة الفنانين. وهي مبنية على عرض وطلب، فإما يوافق الفنان على أدائها لأنها تناسب تطلعاته المادية ومكانته الفنية، أو يرفضها لأنها لا تتماشى مع خططه وبرمجته لأعماله.
وفي موسم رمضان 2021 يدخل نجوم جدد هذه التجربة. ويأتي وائل كفوري في مقدمهم، إذ وافق ولأول مرة خلال مشواره الغنائي على أداء شارة مسلسل «داون تاون». والأمر نفسه ينطبق على المغنية عبير نعمة التي انتهت من تسجيل شارة المسلسل السوري «خريف العشاق». ومن الفنانين الذين يدخلون تجربة غناء شارات الدراما لمرة جديدة ملحم زين ونانسي عجرم وناصيف زيتون ومعين شريف ويارا وغيرهم. ولكن يبقى السؤال المطروح ما هو الدافع الأساسي الذي يسهم في غناء الفنان شارات المسلسلات أو العكس؟ يرد الإعلامي الدكتور جمال فياض أحد المطلعين عن كثب بالأمور الفنية: «إنها مسألة عرض وطلب يدرسها الفنان من ناحية والمنتج من ناحية ثانية. وعادة ما يرتبط قرار الفنان ارتباطا مباشرا بنوعية العمل الذي يشارك فيه وبأبطاله. عندها يستطيع أن يضمن رواج الأغنية، سيما وأنها تعرض أكثر من مرة في اليوم الواحد وعلى مدى شهر كامل. وبعض هذه الشارات شكلت محطات مضيئة في مشوار فنانين كثر. كما أغنية «مشاعر» و«يا بتفكر يا بتحس» لشيرين عبد الوهاب والتي غنتهما كشارات لمسلسلي «حكاية حياة» و«خمسة ونص».
وبرأي فياض أن أجر الفنان على غنائه لشارة معينة يتبع الفئة التي ينتمي إليها. ويقول في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الموضوع هنا يصبح شبيها إلى حد كبير بموضوع الأجور التي تتفاوت قيمتها بين فنان من الصف الأول وآخرين من فئات متدنية في حفلات الغناء. وتصل بعض المبالغ التي تدفع في هذا السياق من قبل شركات الإنتاج إلى 100 ألف دولار وما فوق. فمطرب الصف الأول يستطيع فرض الأجر الذي يناسبه، وعلى شركة الإنتاج، إما الموافقة أو الرفض».
ويتقاضى فنانون من الصفين الثاني والثالث مبالغ تتراوح ما بين 20 و30 ألف دولار على غناء الشارة. فيما تشكل مبالغ تتراوح ما بين 60 و70 و80 ألف دولار أجورا متوسطة تناسب بعض أسماء المشاهير.
ويقول دكتور فياض: «هناك نجوم، من باب المبدأ لا يغنون الشارات، كالفنان عمرو دياب. كما أن المسلسل الذي يلعب بطولته تيم حسن مثلا ويتوقع له نجاح أكيد، يشجع الفنان بشكل أكبر على غناء شارته. أحيانا كثيرة تستعيض شركات الإنتاج عن الفنان بفريق كورال، سعيا وراء توفير المال. وهو ما اتبعه القيمون على مسلسل «باب الحارة» واستعانوا بمغن مبتدئ لمقاطع الصولو في الشارة».
الشارة قد تحقق النجومية للفنان، ولذلك بعضهم يدرسون الخطوة بتأن. فيكونون على معرفة بقصة العمل وأبطاله، وما ستدره لهم من انتشار وربح مادي. ويعطي جمال فياض أمثالا على ذلك: المطرب حسين الجسمي خياراته متأنية، وكذلك الأمر بالنسبة لشيرين عبد الوهاب، التي ستؤدي هذا العام شارة مسلسل «لحم غزال» من بطولة غادة عبد الرازق.
ويعود تاريخ غناء شارات المسلسلات إلى سنين طويلة، عندما كان مغنون مصريون أمثال علي الحجار ومحمد الحلو أشهر من يؤديها. ومن الفنانين الذين اشتهروا في مصر إثر تقديمهم شارة مسلسل، الفنان اللبناني وائل جسار وذلك بعيد غنائه شارة مسلسل «الدالي».
وغنى من بعدها مجموعة أخرى لمسلسلات «أريد رجلا» و«الشك» و«قوت القلوب» و«ناصر» وغيرها.
ويختم فياض: «تتكفل شركات الإنتاج الدرامية بدفع تكاليف شارة مسلسل من ألفها إلى بائها، وكلما كانت أسماء أبطال العمل معروفة، يتوقع لها نجاح أكبر».
ويتابع مشاهدو مسلسلات رمضان المقبل، شارات مغناة بصوت نانسي عجرم لمسلسل «راحوا» وهي بعنوان «ما تحكم عاحدا». فيما انتهى مؤخراً ملحم زين من غناء شارة مسلسل «350 غرام» لعابد فهد وكارين رزق الله بعنوان «عايش وحدي» من ألحان وكتابة أسامة وغدي الرحباني. فيما يتولى زياد برجي غناء شارة مسلسل «2020» تحت عنوان «بيختلف الحديث». أما ناصيف زيتون ومعين شريف ويارا فيغنون شارات مسلسلات «للموت» و«الكندوش» و«ولاد العم».

فيفيان حداد