المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الخميس 27 حزيران 2024 16:10:37
بعد حل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعية الوطنية، إثر نتائج الانتخابات الأوروبية التي أظهرت صعودا كبيرا لليمين المتطرف، تتنافس بشكل رئيسي ثلاث كتل سياسية في فرنسا للانتخابات التشريعية التي ستجرى يومي 30 حزيران و7 تموز.
وما يميّز الانتخابات البرلمانية الفرنسية هذا العام، مشاركة اللبناني - الفرنسي لوكاس لمع عن اليمين الوسطي الفرنسي.
في قراءة لهذه الانتخابات، يؤكد مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر لـ"المركزية" ان "الامر الواضح في الفضاء الاوروبي ككل، ان هناك صعودا للأحزاب اليمينية المتشدّدة، وذلك لسببين أساسيين، الاول مسألة الهجرة التي اجتاحت اوروبا في الفترة الأخيرة"، مستطرداً "اجتاحت نسبياً، لأن لبنان تأذى أكثر من اوروبا. مليونا نازح قلبوا الأنظمة في اوروبا، في حين أننا نتعايش مع مليوني نازح، يبلغ عدد الاوروبيين 500 مليون نسمة ونحن 4 ملايين. إذاً هناك اولاً أزمة الهجرة. ثانياً، المسألة الاقتصادية والتضخم نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، لأن اوروبا لم تخرج بعد من أزمة 2008 الاقتصادية، ولم تكد تلملم جراحها حتى دخلت في أزمة جائحة "كورونا" وتبعتها الحرب الاوكرانية، بالاضافة الى ازمات هيكلية في الداخل الاوروبي لاسيما ان هذا المجتمع يشيخ، وبالتالي بحاجة الى استقدام قوى عاملة، لكن عند استقدام هذه القوى يدخل في مشاكل هجرة واصطدام وخوف على هوياته. نتيجة لذلك كان صعود اليمين المتطرف، الذي يختصرونه بـ 3iـ (immigration, inflation, irritation) كما ان هناك أيضا رفضا للطبقة الحاكمة خاصة في فرنسا، هناك نوع من الفوقية في طريقة الحكم بانت تجلياتها في تظاهرات السترات الصفراء. وبالتالي، نحن أمام تحولات عميقة في المجتمع الاوروبي والفرنسي نتيجة هذه العوامل الثلاثة".
ويضيف: "هذا الامر سيدفع اليوم باتجاه صعود القوميات واليمين المتطرف، وقد بات البنيان الاوروبي على المحك . هذه الأحزاب اليمينية لا تنظر إلى اوروبا كما تنظر إليها الأحزاب التقليدية، انما كاتحاد في دول قومية وليس كفضاء اقتصادي واوروبا المدن. هناك نظريتان: l’europe des nations وهي النظرية التي يحملها اليمين المتطرف، وl’europe des cités et des métropoles des espaces économiques التي تحملها الأطراف الاخرى الحاكمة، وهي اليوم الى انحسار وتراجع، وبقيت الاطراف، وهذا يهدد، ليس الديمقراطية، أقلّه حتى اليوم، لأننا لسنا أمام ظهور شخصية تشبه هتلر، لكن هذا أيضاً يخيف ويدل الى انقسام أصبح حاداً، لأن الوسط السياسي بتلاوينه، أكان الوسط أم اليمين أم اليسار انحسر، وقوي اليمين المتشدد واليسار المتشدد، وهذا يشي بانقسام، لأن الضمانة لبقاء المجتمعات الديمقراطية هي المساحة الوسطية، هذا الوسط بتلاوينه العديدة".
ماذا عن المرشح اللبناني، يجيب نادر: "هو جمهوري، لا أعلم مدى حظوظه في النجاح، لكن استطلاعات الرأي تشير الى تقدم اليمين المتطرف".
هل سيتأثر اللبنانيون في حال وصول اليمين المتطرف، يقول: "من سيطلب جنسية لم يعد لديه مشكلة، لكن من سيطلب إذن عمل قد تكون لديه مشكلة، لأن اليمين المتطرف اليوم سيكون أكثر تشددا في حماية الحدود وحماية سوق العمل ولن يتساهل في مسألة الجنسيات، لكن اللبناني تحديداً ليس كغيره، هناك تاريخ من المودّة وعلاقة طيبة بين الشعبين اللبناني والفرنسي، الشعب اللبناني بكافة تلاوينه. هناك نوع من التضامن (solidarité de destin) ولذلك فإن النظرة ايجابية، ما يعني انه لن يحصل تشدد لكن اعتقد ان لبنان من أقل الدول العربية التي قد تعاني من وصول اليمين المتطرف".