ضربة مركّبة ورسالة عسكرية بالنيابة..  والحزب في موقف حرج

وصَفت أوساط دبلوماسية لـ "نداء الوطن" صورة تطورات أمس على النحو الآتي:

  1. الموقف الأميركي:

أوضحت التصريحات الأميركية بجلاء، أن الولايات المتحدة ليست معنية مباشرة في الردود الإيرانية طالما أنها لا تستهدف قواتها. الرئيس دونالد ترامب وصف الضربة على إيران بأنها "ممتازة وناجحة جداً"، مهدداً بالمزيد من الردود "الأكثر وحشية" إن لم تلتزم طهران. هذا الموقف يعكس انتقال واشنطن من التحذير إلى التنفيذ، ويبدو أن ترامب منح إسرائيل الغطاء الكامل للتحرك.

  1. الدور الإسرائيلي:

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان في أزمة داخلية، وجاءت ضربة من هذا النوع لتعيد إليه الشعبية والمكانة داخلياً، وتظهره كرئيس قوي حسم معركتين: الأولى، مع "حزب الله" والثانية مع إيران. ويُفهم من السياق أن إسرائيل "أوكل إليها" توجيه الرسالة العسكرية لإيران بالنيابة عن واشنطن.

  1. الموقف الإيراني:

تواجه إيران مفترق طرق: إما العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط أميركية، أو دخول حرب مفتوحة قد تُسقط النظام. فالقيادة الإيرانية تعرضت لضربة موجعة على مستوى النخبة، وليس البنية النووية فقط، ما يمثل تغييراً استراتيجياً في الاستهداف.

  1. "حزب الله" ولبنان:

"حزب الله" في موقف حرج:

- لا يملك القدرة على الرد العسكري حالياً.

- يدرك أن أي رد منه سيجرّ البلاد إلى حرب واسعة، والمجتمع اللبناني لم يعد يتحمل تبعاتها.

منطق "وحدة الساحات" الذي رفعه سابقاً سقط عملياً، إذ لم يحصل رد شامل بعد الضربة الكبرى على إيران.

  1. وظيفة الضربة الأميركية:

ضربة مركّبة لها هدفان:

- إرضاء إسرائيل سياسياً وعسكرياً.

- جرّ إيران إلى طاولة المفاوضات بالقوة وتحت الضغط.

خلاصة المشهد:

الولايات المتحدة فصلت بين الساحات، وأعطت الضوء الأخضر لإسرائيل. "حزب الله" في حالة تراجع استراتيجي، وإيران في موقع هشّ. الضربة ليست فقط عسكرية، بل سياسية بامتياز، وتهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك وفرض توازن جديد في المنطقة.