عذرًا سيد الرئيس

عذراً سيد الرئيس،

عذراً سيد الرئيس، فمن يعهد إلى الدولة وحدها وضع الاستراتيجية الدفاعية، لا يصف الجيش بالضعيف ويؤمّن غطاءً لميليشيا مسلّحة على مدى ١٥ سنة أمعنت في ضرب سيادة الدولة والعبث في استقرارها.

عذراً سيد الرئيس، فالحريص على أفضل العلاقات مع الدول العربية، لا يسمّي وزراء لم يُسهموا إلا في تدمير العلاقات الدبلوماسية للبنان مع محيطه العربي، ولا يسكت عن تدخل حزب الله في صراعات المنطقة وتحويل لبنان إلى منطقة نفوذ إيرانية معادية للأشقاء العرب.

عذراً سيد الرئيس، فمن يملك مسيرة حافلة بتعطيل تشكيل الحكومات لتحصيل مغانم وزارية لوريثه السياسي ومن عطّل إنتخابات رئاسة الجمهورية لسنتين و٥ أشهر، لا يمكنه بخطاب عابر أن يمحو  الذاكرة الجماعية للشعب اللبناني ويسهم في تجهيل المعطل الأول.

عذراً سيد الرئيس، فمن نزلوا إلى الشارع لم يختبئوا، بل تعرضوا للقمع والاعتداء الهمجي مرارًا وتكرارًا بعد أن افترشوا الساحات والطرقات مطالبين ببناء لبنان الجديد.

عذراً سيد الرئيس، فمن يملك تياره السياسي أكبر كتلة نيابية في الندوة البرلمانية، وأقام على مدى ١٥ سنة مروحة تحالفات مع معظم الأطراف السياسية، لا يسأل عن عدم إنجاز القوانين الإصلاحية بل يُسأل عنها.

عذراً سيد الرئيس، فمسرحيات الحوار وطني لم تعد تجدي نفعاً في ترميم ما تبقى من الدولة، والشعب اللبناني الذي يتعرّض يومياً لعدوان دمّر حاضره ومستقبله لن يرضى بأنصاف الحلول.

عذراً سيد الرئيس، فلم ننتظر من إطلالتكم الأخيرة توجيه الأسئلة بل الإجابة عنها، بصفتكم قبطاناً للسفينة اللبنانية التي تغرق وعلى متنها ركاب يحتضرون، منهم من يبحث عن طريقة للنجاة من الموت المحتم ومنهم من اختار الصمود متأملاً بالإنقاذ في اللحظة الأخيرة.