عشاء سعودي بحضور إيراني ولودريان يلتقي سفراء مجموعة الخمس

كتب "منير الربيع" في "الجريدة" الكويتية: ينشغل لبنان هذا الأسبوع بجولة جان إيف لودريان (المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى لبنان) ولقاءاته التي سيعقدها مع غالبية القوى السياسية حول الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد في ظل استمرار الشغور الرئاسي.

الجولة الفرنسية تواكبها سلسلة تحرّكات مكمّلة، أبرزها دعوة الخميس لعشاء سنوي وجّهها السفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري إلى السفراء العرب والأجانب، ومن ضمنهم السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، حيث سيكون اللقاء الأول والمباشر بين السفيرين.

وغداة العشاء، من المقرر أن يُعقد صباح الجمعة لقاء بين لودريان وسفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، الدول الخمس المهتمة بالملف اللبناني. وسيكون اللقاء تتويجاً لما أفضت إليه جولة لودريان على غالبية المسؤولين، حيث سيتم التداول في المعطيات التي تجمّعت لديه ومناقشتها مع السفراء، على أن يرفع لودريان بعدها تقريره إلى الرئاسة الفرنسية، وتحديد الخطوات التي سيتم العمل وفقها.

يأتي ذلك فيما أفادت مصادر دبلوماسية متابعة بأن اجتماعاً خماسياً عقد في العاصمة الفرنسية قبل أيام، ضم أيضاً سفراء الدول الخمس المهتمة بالشأن اللبناني، في حين تمثلت فرنسا بمسؤولة الشرق الأوسط في «الخارجية» الفرنسية آن غيغين، ولودريان.

وقبيل وصول لودريان، شهدت الساحة اللبنانية تضارباً في المعطيات حول الموقف الفرنسي، إذ أن هناك من يشير إلى أن باريس قد غيّرت مقاربتها، وسينطلق مبعوثها من النقطة الصفر، فيما يقول آخرون إن باريس لا تزال متمسكة بالـ «واقعية وسدّ الفراغ الرئاسي بأي خيار»، وإن كان ذلك ينطبق على سليمان فرنجية، مادام الثنائي الشيعي يتمسك به.

وفي ظل الانقسامات العمودية التي أرستها وقائع الجلسة الـ 12 لانتخاب رئيس واستحالة الوصول الى أي تفاهم داخلي، لا تبدو باريس قادرة على تقديم أي رؤية أو مبادرة جديدة بمعزل عن الدول الأخرى. وهذا يعني أن أزمة الشغور الرئاسي لا تزال بالمعطيات الداخلية تبدو طويلة، بخلاف كل مسارات التقارب الإقليمية والدولية، والتي يترقب لبنان كيفية انعكاسها عليه. من هنا لا بدّ من انتظار ما سيستجد لدى الفرنسيين في مقاربتهم، وكيفية تلقّف ذلك من قبل القوى الداخلية، وكيفية التكامل مع الدول الخمس، في ظل معطيات تفيد بأن هناك قوى داخل مجموعة الخمس لا تزال ترفض المقاربة الفرنسية الأولى التي تقضي بانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية.