عصا "الخماسي" لن تبدّل في الشغور الرئاسي!

صحيح ان أي بيان لم يصدر عن الاجتماع الدولي الخماسي الذي عقد في باريس في 6 شباط الجاري لبحث التطورات اللبنانية، الا ان ما قاله سفراء الدول المشاركة للمسؤولين اللبنانيين الاثنين الماضي، كان كافيا ووافيا للدلالة على ما دار خلال مداولات المؤتمرين.

البعض في الداخل، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، كان يعتبر ان الاجتماع سيكون حاسما وسيقرر خلاله المشاركون، مَن هو رئيس الجمهورية اللبنانية المقبل، وكيف سيتم تأمين انتخابه. البعض الآخر، كان يروّج معلومات مفادها ان اللقاء لن يقدم او يؤخر في المشهد المحلي.

الا ان ما نتج عنه تبين انه يقع في منزلة وسط بين التحليلين المذكورين أعلاه. فالمؤتمر كان حاسما نعم، لكن لناحية إصراره على ضرورة انتخاب رئيس في أقرب وقت و"إلا"، وهو رمى كرة الانتخاب ومسؤولية إنجاز الاستحقاق في مرمى القوى السياسية اللبنانية، ما يعني ان الانتخاب قد لا يحصل، وهو على الارجح، لن يحصل في المدى المنظور.

فخلال لقاء سفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو وسفير جمهورية مصر العربية ياسر علوي وسفير دولة قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي والمستشار في سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان فارس العمودي نظرا لوجود السفير وليد البخاري خارج لبنان، رئيسَ مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ورئيسَ حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أكد السفراء أن "عدم صدور بيان عن اجتماع باريس مرده الى أن الاجتماعات مفتوحة ومستمرة من أجل دعم لبنان والتشجيع على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية"، لافتين من السراي على "أن الدعم الحقيقي للبنان سيبدأ بعد انتخاب الرئيس العتيد، ومن ثم متابعة تنفيذ الاصلاحات المطلوبة". وشدد السفراء "على أن عدم انتخاب رئيس جديد سيرتب اعادة النظر بمجمل العلاقات مع لبنان، لانه اذا لم يقم النواب بواجباتهم فالدول الخارجية لن تكون اكثر حرصا من المسؤولين اللبنانيين أنفسهم".

النبرة كانت حازمة اذا في التلويح بعقوبات او باجراءات تصعيدية يمكن ان تتخذها الدول الخمس في حق لبنان دولة ومسؤولين في حال لم يتم انتخاب رئيس سريعا، غير ان اي خطة عمل او مساعدة خارجية للداخل، لانجاز الانتخابات لم يتم اقرارها او الاتفاق عليها في باريس، لكن ما تمكن المشاركون من الاتفاق عليه هو هزّ "العصا" في وجه القوى المحلية، علّها تُبدّل في واقع الشغور والتعطيل المتمادي فصولا منذ أشهر. لكن وفق المصادر، هذا التلويح من الصعب ان يؤتي ثماره وقد أثتبت سياسة التحذيرات والتنبيهات التي تعتمدها العواصم الكبرى مع لبنان الرسمي، على مر السنوات الماضية، عقمَها. والى ان يقرّ "الخماسي"، وواشنطن والرياض تحديدا، ان لا بد من مفاوضة ايران بالمباشر لفك أسر الرئاسة اللبنانية، الأمر الذي ترفضانه حتى الساعة، سيستمر الشغور والانهيار، لكن ربما أُرفِقا بمزيد من العزلة الدولية للبنان المنهار، تختم المصادر.