المصدر: نداء الوطن
الكاتب: باتريسيا جلاد
الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025 07:30:00
وافق مجلس الوزراء الأسبوع الماضي على اتفاقية استكشاف وإنتاج الغاز في الرقعة رقم 8 في المياه البحرية اللبنانية مع ائتلاف "توتال إنرجيز" وقطر للطاقة و Eni الإيطالية. وبذلك، تكون عقارب المسح الزلزالي انطلقت مجدّدًا رغم الأوضاع الأمنية غير المستقرّة والمشجّعة للاستثمار في لبنان.
في الاتفاقية الجديدة التي تمتدّ مرحلتها الأولى لفترة ثلاث سنوات سيلتزم الـ "كونسورتيوم" بإجراء مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد 3 dimensions وإعداد الدراسات بناء عليه، ليتمّ تحليلها وتقدير واقع الرقعة رقم 8 واتخاذ القرار بالشروع بالمرحلة الثانية وهي الحفر أو الانسحاب.
في هذا الإطار، يعتبر هذا العقد بمكوّناته مختلفًا عن عقد العام الماضي حيث كانت فترة الـ 3 سنوات تتضمّن المسح والحفر على حدّ سواء، علمًا أن الـ "كونسورتيوم" لم يكن يريد إجراء المسح بل الشروع في الحفر الأمر الذي ألزمته به وزارة الطاقة.
طبعًا، لم يتمّ التداول بشركات جديدة نظرًا إلى عدم تقدّم أي شركة لجولة التراخيص الثالثة للاستثمار في لبنان وضخ ملايين الدولارات في ظلّ الوضع السياسي والأمني غير المستقرّ حاليًا، لذلك أبقت الوزارة على التعاون مع تلك الشركات "توتال إنرجيز" وقطر للطاقة و Eni الإيطالية.
النقاط الإيجابية
في هذا السياق، علّقت خبيرة حوكمة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان لـ "نداء الوطن" على الاتفاقية، وفندت النقاط الإيجابية الواردة فيها وهي:
- البلوك رقم 8 هو الوحيد الذي لم يخضع لأي مسح جيولوجي مقارنة مع سائر البلوكات، لأن الجزء الأكبر من هذا البلوك كان في المناطق المتنازع عليها ولم يكن يحق لأي لبناني أو أية شركة إجراء مسوحات عليه.
الشركتان السابقتان اللتان أجرتا المسح الماضي، ألغيت عقودهما ويعود السبب إلى رؤية الحكومة التي تقوم على أنه من الأفضل أن تجري الشركات التي ستنقب المسح الزلزالي، بدلًا من أن تجري شركة واحدة المسح وتبيع الـ "داتا" في ما بعد. ومن الضروري إجراء المسح اليوم لأنه من الممكن أن تكون لدى الجانب الإسرائيلي شركة تقوم بعمليات المسح والتنقيب.
فالجانب الإسرائيلي قد يكون باشر بالمسوحات من خلال الشركة عينها، وبالتالي يجب من جهتنا معرفة ماذا يحصل في الحدود المشتركة والمبادرة بالمثل. مع التذكير أن آليات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل تضمن إذا كانت هناك مكامن مشتركة إعلام الولايات المتحدة الأميركية، والأخيرة تقوم بدورها بإعلام الأطراف المعنيّة.
وبذلك، فإن إعادة طرح المسح والتنقيب في الرقعة 8 على طاولة البحث والمباشرة بالعمل تترك آثارًا إيجابية تشعر الشعب اللبناني بأن الشركات عادت إلى العمل.
ولكن في ظلّ تلك الأجواء الإيجابية، لا بدّ من الإشارة إلى أن الـ "كونسورتيوم" هو الوحيد منذ العام 2018 الذي لديه حقوق في البلوك رقم 4 و 9 و 8 ولم تكن الحكومة "ممنونة" من البطء في العمل والحفر ولكن الوضع في لبنان غير المستقرّ لم يلحظ أي عرض لشركات أخرى، وبالتالي لم يجذب شركات أخرى لجولة التراخيص الثالثة للاستثمار فيه.
وأملت في الختام أن يتمّ التسريع في أعمال الاستكشاف وعدم استغراق المسح الزلزالي فترة الـ 3 سنوات لأنها طويلة بعض الشيء ولكنها عادت وأكّدت أنه من الأفضل أن تكون لدينا شركات ولو أن شروطها ليست الأفضل، من ألا تكون لدينا شركات وإقفال ملفّ المسح والتنقيب عن النفط لأن وضع البلد ليس جيدًا لجذب شركات تستثمر فيه بملايين الدولارات.