المصدر: eremnews
الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2025 16:32:02
قال خبراء إن اغتيال الرجل الثاني في حزب الله هيثم الطبطبائي يمثل تحولاً في مسار أكثر خطورة؛ إذ لم يعد الاستهداف محصوراً بالقيادات الميدانية بل بات يقترب من البنية الرمزية والتنظيمية للحزب.
وأضافوا لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل اتخذت قراراً بتوسيع نطاق الضربات ورفع مستوى الأهداف؛ ما يعني أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً نوعياً يتجاوز الردع التقليدي، مع توقع انتقال الاغتيالات من القيادات العسكرية إلى رموز سياسية.
أولوية إسرائيل
واستبعد الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد جورج نادر أن يكون الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم هو الهدف التالي، وفي الوقت ذاته لم ينفِ، على اعتبار أن قاسم ليس حسن نصرالله؛ لأنه لا يملك "الكاريزما" التي كان يملكها سلفاه.
وأوضح نادر لـ "إرم نيوز" أن أمر اغتياله لا يؤثر على وضع حزب الله على عكس الطبطبائي الذي هو قائد أركان وقائد للعمليات العسكرية، وغيابه يؤثر بشكل مباشر على وضع الحزب العسكري على عكس الأمين العام.
وأضاف نادر أن قاسم ليس أولوية لدى إسرائيل حتى وإن تم اغتياله، لكن المؤكد وبحسب المعلومات أن التصعيد سيرتفع أكثر من ذلك، خاصة لجهة نوعية الأهداف، وكثافة الضربات، وزيادة منسوب الدمار، ومن المتوقع أن تنتقل الاغتيالات من العسكرية إلى تنفيذ اغتيالات لرموز سياسية من الحزب، مشيراً إلى أن القرار الإسرائيلي اتُخذ، وعلى الجميع انتظار الأسوأ من الآن فصاعداً.
إنهاء الجسد العسكري للحزب
وأشار إلى أن الحزب ضعف منذ اغتيال أمينيه السابقين: نصر الله وصفي الدين اللذين كانا يملكان حضوراً بارزاً، خاصة أن الأخير كان يملك من القدرة والخبرة التي تسد الفراغ باغتيال نصرالله، على عكس الأمين العام الحالي الذي لا يستطيع ملء الفراغ مكانهما أبداً، لذلك ستركز إسرائيل على إنهاء الجسد العسكري للحزب، والتنوع في الأهداف.
وأكد أن من بعد اغتيال حسن نصرالله الذي هزّ الحزب، كان للطبطبائي تأثير مشابه، أما مع اغتيال الشيخ نعيم قاسم، فسيتم تعيين آخر مكانه مباشرةً، دون ترك أي فراغ في ظل غيابه حال حصول الاغتيال الذي هو ليس أولوية، ولكن من الممكن أن يتم.
من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، خالد حمادة إن اغتيال الشخصية الثانية في حزب الله يؤشر إلى مرحلة جديدة، ظاهرها هو عودة الاغتيالات للمرة الأولى من بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وهي سياسة اعتُمدت سابقاً خلال حرب الإسناد.
وأضاف حمادة لـ "إرم نيوز" أن المؤشر الآخر هو سقوط ما يمكن تسميته التهديد بقصف العاصمة، أي أن العاصمة والضاحية الجنوبية دخلتا ضمن دائرة الاستهداف، مشيراً إلى أن خطورة هذا الاستهداف أتى في لحظة تردي العلاقة بين واشنطن ورئاسة الجمهورية اللبنانية وتحديداً مع قيادات الجيش، خاصة بعد أن اعتبر كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية أن الجيش لم يعد استثماراً ناجحاً بالنسبة لهم، بعد أن أخفق أو تعمد الإخفاق في تنفيذ خطة حصرية السلاح.
أزمة ثقة
وأوضح الخبير حمادة أن بعد هذه المواقف أصبح هناك أزمة ثقة؛ ما سيزكّي الانقسام الموجود حول هذا الموضوع خاصة بين رئاسة الحكومة والجمهورية وبين الدور الذي يلعبه الرئيس نبيه بري في محاولة بلورة معسكر يعيق مسار تنفيذ الاتفاق وحصره فقط في جنوب الليطاني.
وأشار إلى أن هذه الملفات المتشابكة، ومسألة الاغتيالات، ستدفع باغتيالات جديدة لا أحد بمأمن منها بمن في ذلك الأمين العام، ومن المرجح أيضاً أن يكون مقدمة لبدء عمليات عسكرية أوسع بعد الانهيار الدراماتيكي لحزب الله بعمليات تستغرق أياماً معدودة فقط، موضحاً أن هذا الاغتيال الذي أتى بعد رفض استقبال قائد الجيش في واشنطن يشير بدوره إلى أن الشخصيات اللبنانية التي تعيق تنفيذ الاتفاق قد تكون من ضمن بنك الأهداف سواء كانت بفرض عقوبات أو تنفيذ اغتيالات مباشرة.
وبيّن الخبير أن هذا الوضع يؤشر إلى مرحلة من الجدية السلبية الأميركية تجاه لبنان وليس فقط تجاه حزب الله، مؤكداً أن لبنان مقبل على ظروف قاسية، إذا لم تتحلَّ الدولة اللبنانية بالمرونة للتقليل من خطورة هذا الأمر.