المصدر: Kataeb.org
الكاتب: جولي مجدلاني
السبت 8 تشرين الثاني 2025 09:11:41
في خضم التوترات والضغوطات الاسرائيلية والاميركية الخطيرة، قفز الى الواجهة السياسية كتاب حزب الله المفتوح الموجّه الى الرؤساء الثلاثة والشعب اللبناني والذي أتى بمثابة انقلاب واضح على الدولة والمؤسسات الدستورية .
الحزب الذي استعادة أسطوانة الحق في الدفاع والمقاومة الى جانب رفضه تسليم السلاح ضاربًا عرض الحائط الشرعية وخطاب القسم والبيان الوزاري والقرارات الدولية واتفاق وقف الأعمال العدائية اعتبر أن التفاوض مع اسرائيل "فخ" محذرًا من التورط والانزلاق إليه، برسالة مباشرة الى رئيس الجمهورية الذي لا يفوت مناسبة إلا ويؤكد فيها الاستعداد للتفاوض خدمة للبنان.
وفي قراءة لمضمون الكتاب لجهة تمرّد الحزب على الدولة ورفضه تسليم السلاح والتفاوض وصولأ الى تخوينه، أشار الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية العميد المتقاعد خالد حمادة عبر موقع Kataeb.org الى أن موقف حزب الله الذي عبّر عنه في الكتاب المفتوح ليس جديدًا وقد يكون الجديد في الموضوع هو توجيه الكتاب لرئيس الجمهورية بعدما حاول مرارًا ترجمة وتفسير مواقف الحزب بأنها لا تتعارض مع تطبيق الاتفاق، واليوم أتى حزب الله ليقول أنه غير موافق لا على التفاوض ولا على تسليم السلاح وبالتالي قطع "حبل الصرة" مع رئيس الجمهورية وأحرجه بموضوع التفاوض وتسليم السلاح، وخلافًا لما كان يحاول رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب تسويقه فهذا هو الموقف الحقيقي الذي يتسق مع الموقف الايراني لجهة مسألة السلاح وهذا ليس جديدًا، فالحزب لا يزال مرتبطًا بإيران وهذا سبب وجوده وينفذ إملاءات طهران المتعلقة بالوضع الاقليمي وبمحاولاتها العودة الى معادلة المنطقة التي أقصتها عنها الولايات المتحدة الاميركية بعد إسقاط نظام الأسد وما حصل في غزة.
ورأى أن حزب الله لم يضف شيئًا جديدًا ربما هو أقصى محاولات رئيس الجمهورية عن التداول وجاهر بمواقفه التي يعلمها الجميع والرئيس نبيه بري كان يحاول وساعد حزب الله في عملية التورية التي مارسها على الشعب اللبناني والحكومة وحاول إقناع رئيس الجمهورية بها.
أما عن هدف حزب الله من تمسكه بموقفه، قال:" ليست حسابات داخلية لبنانية بقدر ما هي حسابات إيرانية، حزب الله يتمسك بهذا الموقف لانه الذراع الابرز لطهران وعندما تتمسك به فعندها حزب الله ينطق بما تريده ايران".
وعن ذهاب الحزب الى انتحار جماعي، لفت الى أن حزب الله لا يفكر بهذه الطريقة فهو ليس لديه عقل ينتج أفكارًا متعلّقة بالوضع اللبناني فهو منتج ينتمي الى الايديولوجية الايرانية وينتمي الى الاملاءات الايرانية وبالتالي ما يحصل في لبنان مسألة لا تدخل في حسابات طهران لانها هكذا قادت كل أذرعها في المنطقة من سوريا الى غزة وهي لا تأبه بدماء اللبنانيين.
وتابع:" المسألة ليست مسألة انتحار جماعي لانه قد يكون قرار واعٍ يتخذه فريق ما، ولكن بالنسبة لطهران فهي تقاتل بهذه الاذرع وتحاول العودة الى مسرح العمليات في الشرق الاوسط الذي تديره اليوم الولايات المتحدة الاميركية للقول بماذا يمكن أن نقايض هذه الحرب وبماذا يمكن أن نقايض استقرار اسرائيل وكيف يمكن أن نكون شركاء في هذه المعادلة الشرق أوسطية؟".
وأضاف:"في ظل كل التطورات في المنطقة وفي ظل المواقف الاميركية والعربية والوزن الخليجي والمتغيرات في سوريا سنذهب الى مواجهة قد لا يمكن الحسم ببدئها ولكن نحن ننتظر ما سيحصل في غزة ومتى سيعلن عن قوة الاستقرار العالمية ومتى ستصبح جاهزة للتنفيذ وتدخل القطاع وعندها ستصبح نموذجًا لكل ما سيطبّق على أذرع إيران في المنطقة سواء في لبنان أو في العراق وربما لاحقا في اليمن، وبالتالي النموذج الغزّاوي يقول بعمليات عسكرية وتدمير شامل بعدها التوصل الى اتفاق ولاحقا إدارة القطاع وربما إدارة جنوب لبنان بواسطة قوات دولية تضم مكونات دولية وإقليمية ومن دول يتم الاتفاق عليها في حينه، نحن في هذا المسار ولن يتغير أي شيء من الثوابت الاميركية وما يبقى متغيّرًا بالنسبة لنا هو متى ساعة الصفر وكيف ستكون شكل المعركة المرتقبة".