عودة: يبحث كل طرف عن أخطاء الطرف الآخر حتى يعرقله... هذا سيغرق سفينة الوطن بمن فيها!

شدد متربوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران عودة على انه يجبُ بناءُ دولةٍ قويّةٍ مُكتَمِلَةِ العناصِر، وعدمُ التَطـاوُلِ على سـيادتِها وهيبةِ القضاء، والتوقُّفُ عن التنافُرِ والتَناحُرِ والإبتعادِ بالأهدافِ عن هدفِ الدولةِ، مشيرا إلى أن "هذا يُـؤَدّي إلى صـراعاتٍ وانشِقاقاتٍ لا تُجدي ولا تَنتَهي إلاّ بفَشَلِ الجميعِ وخسارتِهم، والأجدى العَمَلُ السريعُ على انتخـابِ رئيسٍ وتكوينِ السلطةِ وتَركُها تَحكُمُ بالقانونِ والعَدلِ والمُساواة". 
كلام عودة جاء خلال ترأسه خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس والقى عظة قال فيها: " يا أَحِبَّة، يَقولُ القِدِّيـسُ سِلوان أَيْضًا: «إِنَّ حُبَّ السَّـيِّـدِ حارٌّ مٌضْطَرِمٌ ولا يَتْرُكُ مَجالًا لِتَذَكُّرِ الأَرْضِيَّات. والَّذي ذاقَ حُبَّ السَّيِّدِ يَبْحَثُ عَنْهُ لَيْل نهار بِلا هَوادَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُضَيِّعُ هَذا الحُبَّ بِكِبْرِيائِنا، بِدَيْنُونَةِ الأَخِ وبِرَفْـضهِ وبِاـحَسَد، وهَذا ما يَحْدُثُ في هَذا البَلَدِ الحَبيب، حَيْثُ يَبْحَثُ كُلُّ طَرَفٍ عَنْ أَخْطاءِ الطَّرَفِ الآخَرِ حَتَّى يُعَرْقِلَهُ، وتالِيًا يَتَعَرْقَلُ العَمَلُ النَّافِعُ لِلجَميع، بسببِ الخُصوماتِ والمُناكَفاتِ والحقدِ والمصالح". 
وأضاف:" لِم لا يَتَبارى المَسؤولون بِالمَواهِبِ الفُضْلَى، كَما يَقولُ الرَّسولُ بولُس، أَيْ يَعْمَلونَ بِطَريقَةٍ مُتَكامِلَةٍ، بصدقٍ وأمانة، عوضَ أن يحاولَ كُلُّ واحِدٍ أَنْ يَهْدُمَ عَمَلَ الآخَرِ لتَظْهَـرَ أَناهُ، ويَسْتعْلِنَ لِلجَميعِ أَنَّهُ المُنْقِذ". متسائلا :" هل هكذا تُبْنَى الأَوْطان؟ 
وأكد عودة أن "هَذا سَـيغْرِقُ سَفينَةَ الوَطَنِ بِمَنْ فيها، فَنَخْسَرُ جميعُنا كُلَّ شَيْءٍ ولا يعودُ للنَدمِ نفعٌ." 
وختم قائلا: "على الجميعِ الإعتمادُ على الدولةِ التي يجبُ أن تكونَ مَلْجـأَ الجميعِ وحامِيَتَهم، تُؤَمِّنُ حقوقَ جميعِ المواطنين وتَنشُـرُ العدالةَ فيما بينَهم. ولكي نَصِلَ إلى هذا الوضع ".