المصدر: الجريدة الكويتية
الثلاثاء 29 نيسان 2025 00:46:21
تصاعد منسوب التوتر في لبنان على وقع الاستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الأول، رغم استبعاد أن يقوم حزب الله بأي ردّ عسكري. يأتي هذا الاستهداف قبل ثلاثة أيام من وصول رئيس لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز الذي يزور لبنان الأربعاء المقبل للقاء الرؤساء الثلاثة والاطلاع على ما وصلت إليه عمليات الجيش اللبناني في تفكيك البنى العسكرية لحزب الله في جنوب نهر الليطاني.
كما أنه بعد زيارة جيفرز يفترض أن تزور لبنان الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستقدم جواب بلادها حول اقتراح لبنان اعتماد الدبلوماسية المكوكية لضمان انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى وإطلاق مسار تثبيت الحدود. كما أن أورتاغوس ستطلع من المسؤولين اللبنانيين على ما وصل إليه العمل في تفكيك مواقع وإفراغ مخازن حزب الله الصاروخية، وسط توقعات بأن تطالب ببدء العمل في شمال نهر الليطاني وعدم اقتصار العمل على جنوب النهر.
في السياق لا يمكن فصل مسار التصعيد الإسرائيلي عن كل هذه التطورات، خصوصاً أنه مع كل زيارة لوفد أميركي إلى لبنان تستبقه تل أبيب بتصعيد وتكثيف عملياتها. علماً أن ذلك يترافق مع المفاوضات الأميركية - الإيرانية، وهي مفاوضات تحت الضغط، وفق توصيف المصادر، التي تعتبر أن إسرائيل تستخدم تصعيدها العسكري واستهداف مناطق شمال نهر الليطاني لأجل ممارسة المزيد من الضغوط على حزب الله لدفعه إلى تقديم تنازلات.
على المستوى اللبناني، فإن التنسيق مستمر بين الرؤساء الثلاثة لمواكبة كل هذه التطورات، مع التشديد على رفض الحرب والمطالبة بممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وسط تأكيد على أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ ولا رجعة عنه ويبقى العمل مستمراً من خلال آلية هادئة لتطبيقه وتحقيقه. وأكّد رئيس الجمهوريّة جوزيف عون، خلال استقباله وفداً من مجلس الشّيوخ الفرنسي في قصر بعبدا، أمس، أنّ «حصر السّلاح بيد الدولة اللبنانية قرارٌ اتُّخذ، ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس في جنوب لبنان، يشكّل ضرورة للإسراع في استكمال انتشار الجيش اللبناني حتّى الحدود، بحيث تتولّى الدّولة وحدها مسؤوليّة أمن الحدود».
في الموازاة، فإن قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب تواصل تحركاتها وتوسع من أنشطتها ما أدى إلى وقوع إشكالات كثيرة بين عناصر اليونيفيل والأهالي المحسوبين على حزب الله، إذ سُجل في الأيام القليلة الماضية عدد من الإشكالات إثر منع الأهالي للدوريات من القيام بعملها والكشف على العديد من المواقع والنقاط.
وأمس أفيد عن دوريات لقوات اليونيفيل من دون مواكبة الجيش اللبناني في محمية الجميجمة. وبحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن قوات الطوارئ الدولية كانت قد وضعت خططاً للتحرك باتجاه عدد من القرى والبلدات للكشف عليها، وعلى العديد من المواقع لا سيما على طول مجرى نهر الليطاني إذ إن هذه المنطقة تحتوي على مخازن أساسية للحزب.
يأتي ذلك على وقع المزيد من الضغوط الدبلوماسية لأجل تعديل صلاحيات اليونيفيل واعتماد الفصل السابع في آلية عملها، ما يعني أن يحق لها ممارسة القوة في حال اقتضى الأمر، وهذا التصعيد الدولي يأتي كنوع من الرد على محاولات حزب الله لمنع اليونيفيل من القيام بمهامها، وفي مقابل هذا الضغط يأتي التلويح الذي يتكرر سنوياً بإمكانية خفض نسبة المساعدات المقدمة لهذه القوات أو التهديد بتخفيض عديد العناصر على قاعدة أنهم غير قادرين على ممارسة مهامهم. أما بالنسبة إلى لبنان فإنه سيطلب التجديد للقوات الدولية وفق الصيغة التي أقرت السنة الماضية.