فادي المصري : "لبنان أولاً"ً في طليعة ما يهمّ

لعلَّ كثافة المقترعين كانت العلامة الفارقة التي انتهت بفوز النقيب الجديد للمحامين فادي المصري بهذا المنصب، والتي يمكن التوقف عندها والحفاظ على ما تريد قوله هذه الشريحة التي تشكل ثلثي الكتلة الناخبة، وأقبلت على الانتخابات للقيام بواجبها رغم رداءة الطقس وصعوبة الوضع المهني لنسبة كبيرة منهم نتيجة الازمة الاقتصادية، لتجدد تمسكها بخيار الديموقراطية والحرية واحترام القوانين وتبادل السلطة على المستوى الوطني. وهو لسان حال النقيب الكتائبي المنتخب الذي اختارته الاكثرية والذي قال لـ"النهار" عن الأحد الانتخابي إنه "فرحة للمحامين الذين أثبتوا ذلك بحضورهم بالآلاف، ككل انتخابات، ويغادرون جميعهم عائلة واحدة بعد اعلان النتائج. وأي فريق سياسي لا يمكن ان يؤثر على قرار المحامي لانه داخل نقابته هو محامٍ مستقل وكذلك خياراته، الامر الذي اثبتته نتيجة الانتخابات". واضاف ابن الاشرفية: "نحن نعتبر في النقابة اننا دائما امام عملية خلط اوراق ديموقراطية، وسر تداول السلطة عندنا انه يحصل بطريقة ديموقراطية".

ويرى المصري أن "خيار شخص مثلي على الصعيد الوطني هو رسالة افتخر بها كثيراً لأن موقفي معروف وكذلك توجهاتي، انما ابتداء من اليوم ستكون مواقفي عبر نقابة المحامين التي يعبر عنها مجلس النقابة. وآليتُ على نفسي عدم التعاطي بالشأن السياسي، والتعاطي بالشأن العام يكون فقط من خلال النقابة، وتاليا فان كل الامور السياسية هي خارج أسوار النقابة. وكما ذكرت في لقاءاتي الاخيرة مع المحامين قبل العملية الانتخابية، نحن اليوم نرتدي روب المحاماة الذي يوحدنا ولا نتصرف في قصر العدل وضمن اطار النقابة إلا بروحية الزمالة والمحبة. وبعد أداء مهمتنا النقابية تعود أفكارنا وآراؤنا وتوجهاتنا التي لنا الحق بها في اطار حرية الرأي والمعتقد وممارسة السياسة والشأن العام لتبقى نقابة المحامين خارج هذه التجاذبات ".

لقد ركز الجانب الاول من البرنامج الانتخابي للنقيب الجديد على هذا الشق لأن "أول ما يهمّ النقابة لبنان اولاًوانقاذه اولاً ايضا ووضعه على السكة الحقيقية ليكون وطنا حقيقيا للكرامة الانسانية والحرية، ثم تعزيز النقابة وتحديثها لمواجهة تحديات المستقبل، والتطلع خصوصا الى مهنة المحاماة التي ليست بخير والحفاظ عليها وتأمين كرامة المحامي من خلال عمله، فتعود هذه المهنة العزيزة التي لها موقع خاص بين كل المهن نمارس من خلالها رسالة الحق والقانون".

أما وقد استكان الهاجس الانتخابي، فثمة ملاحظات على غاربها شكلت مكتسبا وطنيا في زمن التباعد السياسي والخطر المحدق بالبلاد، هو كثافة حضور المحامين من كل المناطق على اختلاف مشاربهم وطوائفهم لتثبت النقابة انها موئل التقاء اللبنانيين مثلما تمسّكهم بوحدتهم، وكذلك اظهر التوق الى تبادل السلطة وحرية التعبير الديموقراطي".

وفي اطار الدعم الانتخابي كان للنائب سامي الجميّل تأثيره في أوساط التغييريين.

وفسرت مصادر نقابية تقارب عدد الاصوات في نتائج فرز الاصوات في دورة النقيب بفارق 23 صوتاً لمصلحة النقيب المنتخب بحدة المعركة وطبيعتها المعقدة، وتزيد انه لو كان هذا الفارق صوتا واحدا يفوز حائزه. هذه هي الديموقراطية. وتردّ عدم مشاركة 721 محاميا في معركة النقيب غادروا بعد التصويت في دورة العضوية الى رداءة الطقس وعدم الاكتراث بالمشاركة، والعنصر الاخير ينطبق على 136 صوتاً ورقة بيضاء وربما الاحراج او لتسجيل موقف اعتراضي من انصار خاسرين. وأخيرا بدا واضحا ان قرار الاحزاب لا يزال مؤثرا في نتائج الانتخابات وترجم بما ترجمه عدم وصول مرشح مدعوم من "القوات" نقيبا للمحامين. ويبقى للسياسة ضحاياها ومنهم المرشح المستقل المحامي الكسندر نجار الذي قال لـ"النهار" ان الاصوات التي حصل عليها هي من محامين مستقلين، ولم يشأ في معركته الدخول في "زواريب السياسة".