فرصة لوقف التدحرج والنهوض...هل يتلقفها المسؤولون؟

ما شهدته قرى الجنوب نهاية الاسبوع الماضي قلب صورة المواجهات رأسا على عقب، وأكد سقوط ما كان يعرف بقواعد الاشتباك والتماثل في العمليات العسكرية المتبادلة على طرفي الحدود. وكانت بلدة عيترون المحاذية لمدينة بنت جبيل قد منيت بتدمير حي من احيائها بكامله بفعل قصف الطيران الإسرائيلي. وهي المرة الأولى التي يدمر فيها حي بكامله في بلدة جنوبية ما يثير القلق من ان نموذج حرب غزة في التدمير الواسع الذي يتكرر يوميا هناك بدأ يطل برأسه في الجبهة اللبنانية. وفق المعلومات هناك مؤشرات الى تصعيد متدحرج بدأ يسلك طريقه الى التنفيذ منذ أيام، والسبب ان التصعيد يواكب ما طرحته اسرائيل في شأن انسحاب حزب الله الى جنوب نهر الليطاني استنادا الى القرار1701. وعلى الرغم من تكرار اسرائيل هذا الطلب فقد اعلن حزب الله ان لا شيء سيتغير في شأن وجوده في المنطقة الحدودية.

النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ"المركزية": ان اسرائيل تتطلع من تصعيدها العسكري والعملياتي في الجنوب الى امرين، الاول تطبيق القرار 1701 وحتى تعديله اذا امكن، لتوفير الامن والاستقرار لسكان المستوطنات على الحدود مع لبنان وهذا ما تبلغناه من الفرنسيين. الامر الثاني تحقيق ولو انجاز عسكري بسيط يعوضها ما لم تستطعه في غزة. الموضوع في رأيي يجب تلقفه بما يحقق مصلحة لبنان لاسيما وانه يترافق مع انسحاب اسرائيل من سائر النقاط المختلف عليها واستعادة باقي الاراضي المحتلة. هذه المستجدات يجب ان تدفعنا الى الذهاب عاجلا الى انتخاب رئيس للجمهورية لتحصين الموقف اللبناني والاستعداد لما بعد غزة وطاولة المفاوضات التي ستعيد رسم معالم المرحلة المقبلة سياسيا وحتى جغرافيا وعسكريا. استمرار لبنان بالنهج المتبع من قبل المنظومة الحاكمة سيؤدي به الى مزيد من التدهور والخراب. لا يقاربون الامور الا لتحقيق مصالحهم كما يتعاملون مع ملف قيادة الجيش. عوض الحرص على هذه المؤسسة الضامنة للامن والاستقرار في البلاد هم يتلاعبون بها لتحقيق مكاسب آنية وشخصية غير عابئين بمصير البلاد والعباد. هربوا اموالهم وسفروا اولادهم الى الخارج وحولوا الوطن الى مزرعة لمجرد تقاسم ارباحها وخيراتها. صموا آذانهم عن مطالبات المجتمعين العربي والدولي بضرورة وقف النهب والسرقة مقدمة لنهوض الدولة واعادة انتظامها. والخوف اليوم بعد ادخال اكثر من مليوني نازح سوري الى لبنان من السماح بتهجير فلسطيني جديد في ضوء الحرب على غزة وتدميرها حيث الحديث يتعاظم عن توزيع اهلها على الدول العربية. هناك فرصة مؤاتية امام اللبنانيين لوقف التدحرج والنهوض لنتلقفها قبل فوات الاوان.