في الزمن "الزفت" شبابٌ يبادر بدل الدولة الغائبة

كتبت ميشيلا رزق في موقع mtv:

بينما يغرق لبنان بأزماته الاقتصادية والاجتماعية ويغرق معه اللبنانيون في صراع الهجرة أو البقاء، لا يزال هناك من يتمسك بفكرة وطن، على الرغم من المحن التي دفعت بأكثر من نصف سكان لبنان إلى مستوى الفقر. ففي غيابٍ كاملٍ للدولة وعجزها عن تحمل أعباء أبنائها وحاجاتهم اليومية البديهية، تحاول مبادرات فردية تعويض النقص الهائل في مقومات الحياة، ولاسيما على أبواب موسم صيفي سياحي لطالما كان المحرّك الأساسي لعجلة الاقتصاد اللبناني.

يقوم الشباب اليوم بعمل الوزارات والبلديات والنقابات والمؤسسات الحكومية. ينظّمون الحفلات والمهرجانات، ويهتمّون بتأمين الأدوية، وبجمعون المساعدات والإعاشات، حتى أنّهم باتوا يهرعون إلى تعبيد الطرقات وتركيب ألواح الطاقة الشمسية.

ومثال على ذلك، مبادرة خاصة قام بها شباب بلدة حمانا للتزفيت وتغطية مختلف حفر الطرقات العامة والداخلية في البلدة، وذلك عبر قيامهم بالدراسة المناسبة لجمع المبلغ المطلوب. وقد أكّد مايك ناصيف، أحد شباب حمانا، في حديث لموقع mtv: "هذه أرضنا وطرقاتنا، وأهلنا هم من يسلكونها وسياراتنا هي التي تتضرر، وإن لم يكن هناك من يهتمّ بها، فنحن سنقوم بما نستطيع لتحسين بلدتنا، وخصوصاً أنّ حمانا منطقة جذب للسيّاح".

فقد قسّم حوالى العشرين شابًا من أبناء البلدة المبلغ المالي الذي كانوا بحاجة إليه والمهام على بعضهم، كلّ وفق قدراته. وقدّموا طلبًا بالمشروع لدى محافظ جبل لبنان، وسرعان ما جاء الرد بالموافقة وبدأ التنفيذ. وأضاف ناصيف "استعنّا بمهندس شاب من حمانا لدراسة المشروع، حتى أنّ الشركة المسؤولة عن التنفيذ هي من بلدتنا، وهذا لن يكون مشروعنا الوحيد، بل سنقوم بالمستحيل لتطوير البلدة وتقديم أحسن صورة عن لبنان لزوّارها".

فالشباب اللبناني رفض اليأس والاستسلام. حتى من هاجر، ذهب ولكنّه لم ينسَ. وهذا ما سلّط عليه الضوء مختار البلدة شاهين رزق مؤكّدًا أنّ "شبابنا أساس بقائنا هنا، فهم من يبقونا صامدين بوجه شلل اقتصادي أصابنا وأصابهم. من في الخارج غادر غصبًا، ومن في الداخل يعمل لإعادة المهاجرين رغمًا عمّن لا يريد لبنان حيًّا".

وأضاف "المبادرات التي نشهدها اليوم هي أكبر دليل على أنّ الأمل موجود، وشبابنا هم الأمل".

نعم، شبابنا هم الأمل، فلن نفقده ولن يُفقدونا إيّاه. وحتى في عزّ الأزمات، اعتاد شباب لبنان على إطلاق المبادرات…