في يومه الثاني.... غوتيريس يجدد تضامنه مع الشعب: آن الأوان للزعماء السياسيين ان يتحدوا!

في يومه الثاني في لبنان، جال الأمين العام للأمم المّتحدة أنطونيو غوتيريس على مسؤولين لبنانيين، استهلم برئيس مجلس النواب، وذلك بعد ان قام بجولة على مرفأ بيروت مستكشفاً الدمار الذي خلفه منذ سنة حتى اليوم، وواضعاً إكليل من الزهر على ضريح شهداء وضحايا انفجار مرفأ بيروت.

 

ومن عين التينة، دعا غوتيريس السياسيين الى الوحدة قائلاً: "آن الاوان للزعماء السياسيين ان يتحدوا وللمجتمع الدولي ان يشدد دعمه للشعب، وفقط بالتضامن والوحدة نصل الى مستقبل افضل ويمكن للبنان ان يعود الى ما كان عليه".

وتابع: تحدثت مع بري عن اليونيفيل في لبنان واهمية وضع حد للعنف والانتهاكات وبري اخبرني عن الانتهاكات المكررة للحدود الجوية وتناقشنا بضرورة تعزيز التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني وضرورة تقديم المجتمع الدولي دعمه للجيش.

واضاف: نعدكم اننا لن نترك جهداً على الصعيد الانساني و لأجل اعادة هيكلة الظروف الاقتصادية والمالية واؤكد على تضامني مع اسر ضحايا انفجار مرفأ بيروت وانا اعلم معاناتهم.

 

بري

من جهته قال رئيس مجلس النواب:  اتوجه بالشكر لغوتيريس لهذه الزيارة المهمة جداً سيما على اعتاب عيد الميلاد المجيد السعيد وهذه الزيارة تعبر عن حبه وتقديره وتأثره العظيم بهذا الوضع القائم سيما دعوته الى الوحدة بين اللبنانيين والعمل سريعاً لاستعادة لبنان سيادته من كل شر واختلاف وتباين.

 كما شكر قوات اليونيفيل قائلاً: " اسرائيل لم تنفذ القرارين اللذين يتكلما عن وقف الانتهاكات الحربية وهي لا تريد دوراً للامم المتحدة بأي مهمة تتعلق بالجنوب اللبناني سيما بموضوع الحدود البحرية علماً ان هذا الموضوع تكلمنا فيه ونريده برعاية الامم المتحدة وبمشاركة الاميركيين  ومعروف أن الشركات التي تم تلزيمها تؤخر الموضوع بسبب حجج أمنية وحتى الآن لا يزال هناك مماطلة في هذا الموضوع ما يؤثر على اقتصاد.

 

السراي الحكومي

وانتقل غوتيريش من عين التينة الى السراي الحكومي، للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث عقد الجانبان اجتماع موسعا.

وأكد ميقاتي في خلال المؤتمر الصحافي، ان زيارة غوتيريش إلى لبنان تحمل الكثير من الرسائل والمعاني، مشيراً إلى أنها تؤكد وقوف الأمم المتحدة الدائم إلى جانب لبنان.

وشدّد ميقاتي على أنّ لبنان يجدد تمسكه بدور القوات الدولية في الجنوب لجهة تطبيق القرار 1701، كما أنه يحترم القرارات الدولية، وقال: "ندعو الأمم المتحدة إلى الزام اسرائيل تطبيق القرار 1701 كاملاً ووقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان"، كما أكد التزام لبنان المضي في المفاوضات الجارية برعاية القوات الدولية ووساطة الولايات المتحدة الأميركية لترسيم الحدود البحرية اللبنانية بشكل واضح يحفظ حقوق لبنان كاملة.

وجدّد ميقاتي تأكيد التزام لبنان سياسة النأي بالنفس عن اي خلاف بين الدول العربية، وقال: "لبنان لن يكون في مطلق الأحوال إلى عامل توحيد بين الأخوة العرب وحريصاً على أفضل العلاقات مع كل أصدقائه في العالم".

كذلك، أشار ميقاتي إلى أن "لبنان تعرض لأسوأ أزمة إقتصادية ومالية وإجتماعية منذ تأسيسه، من أزمة النزوح السوري الكثيف، الى جائحة كورونا، الى أزمة اقتصادية ومالية ونقدية حادة نتجت عن عقود من ضعف في الإدارة والحوكمة وانفجار مرفأ بيروت".

وأضاف: "أعادت هذه الأزمة خلط الأولويات التنموية للبنان، بحيث أصبح تأمين الأمن الغذائي ومكافحة الفقر ودعم الفئات الضعيفة وتوفير الطبابة والطاقة والمياه والتعليم والنقل في أعلى سلم الأولويات التنموية، كذلك تحقيق الاستقرار النقدي".

وأكد ميقاتي أنّ "لبنان يحتاج إلى مساعدات عاجلة في المجالات المذكورة، مع إيلاء أهمية خاصة لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية للجميع بشكل مستدام يتخطى القروض الميسرة، وتطوير بطاقة تموينية، مع التركيز على إيصال المساعدات إلى الفئات الأكثر فقراً، وتلك التي كانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى، إضافة الى الشرائح المهمّشة".

ولفت  إلى أن "لبنان يتطلع إلى إجراء الانتخابات النيابية العام المقبل، باعتبارها ركناً من أركان الديمقراطية وتحقيقاً لتطلعات الشعب اللبناني"، مؤكداً أنّ "الحكومة عازمة في هذا الصدد على اجراء الانتخابات في موعدها من دون تاخير، وسيصار في مطلع العام المقبل الى دعوة الهيئات الناخبة للمشاركة في العملية الانتخابية"، وقال: "إننا نتطلع، كما في الدورات الانتخابية السابقة ، الى مؤازرة حثيثة من مؤسسات  الامم المتحدة لتامين اجراء هذه الانتخابات بنزاهة وشفافية".

أما غوتيريش، فقال:" أجد أن لبنان يفتح حدوده وقلبه ليستقبل اللاجئين السوريين، وهذا الكرم اللبناني يعود إلى أعرق الحضارات في العالم، وتعود مسؤولية الوضع في لبنان في جزء منها إلى اللبنانيين، فضلاً عن تأثيرات الخارج والتدخلات".

وتابع:" حصلنا على تأكيدات من الزعماء اللبنانيين بأن انتخابات 2022 ستجري في موعدها".

قمة روحية

الى ذلك، عقدت قمة روحية اسلامية مسيحية بحضور غوتيريس، أكّد المشاركون فيها التزامهم قيم الانفتاح والتسامح والتعايش باعتبارهما جوهر هويّة لبنان واستقراره.

وشدّدوا على أهميّة الحفاظ على هذه القيم التي هي من صلب الإيمان، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة التي تشهد أزمة مالية واقتصاديّة واجتماعيّة متفاقمة تلقي بوطأتها الخانقة على عموم الناس. وأعرب المشاركون عن عزمهم التركيز على ما يوحّد لبنان ويجمع ابناءه، وشجّعوا أبناء الديانات والمذاهب المختلفة على فعل الشيء عينه، واعنماد الحوار كوسيلة لحلّ الخلافات بروح التوافق والعمل الجماعيّ.